|
من داخل الهامش باختصار: لأن الإجابة معروفة، مشهورة، (مطروشة) في كل مكان.. لا أقرأ.. لماذا أقرأ..؟! ما نفع القراءة..؟! الحصيلة كلّها تصب في اللاشيء.. إجاباتنا كقراءتنا خارج إطار الحياة.. الطالب لا يقرأ، المدرّس لا يقرأ، الأستاذ الجامعي لايريد لطلابه أن يقرؤوا إلاّ من كتابه... الشاعر لا يقرأ إلا شعره، الروائي لا يعترف حتى بنجيب محفوظ.. الإعلامي لا يقرأ، بل لا يرى حتى مادته إذا نشرت أم لم تنشر المهم أنه صحفي.. كلنا مغرورون، منفوخون، متورمون حدّ الانفجار.. القراءة حاجتنا، وأبجديتنا، ولون حضارتنا وصانعتها إذا أردنا أن نصنعها.. هل تتذكرون يوم كانت المدارس فعلاً مدارس، والتلميذ يقرأ، والطالب يقرأ، المعلم يوجّه والأستاذ الجامعي يدير حلقات نقاش وعلم ومعرفة...؟! قد يرد أحدهم قائلاً: الكتب مرتفعة الثمن.. نقول نعم لكن ثمة ألف وسيلة لتأمين الكتاب، وما أكثر الجهات التي تؤمنه.. المسألة بنيوية، في تفكيرنا، عاداتنا، بعيدون كل البعد عن أي تفكير خلاّق وفعّال... نريد أن نحصد قبل الزرع وأن نصل المكاسب والمغانم قبل أن نقدم شيئاً.. المحطة/ عيد الكتاب/ مؤلمة، قاسية، مرّة، الكل مشغول عن إعمال تفكيره والبحث فيما جعل ناشئتنا مبدعين حقيقيين.. ليست مسألة ناشر، ولا كتاب، ولا توفره أو سعره هي مسألة تربوية أولاً وأخيراً.. وهشيم ما نراه الآن على الأرض أحد تجلياته... اعذروني لسنا أمة اقرأ، نحن أمة جهل وجهلاء.. إذا لم ننهض.. لابدّ من حراك، من عمل جماعي وحقيقي، مللنا الحديث، علينا أن نذكركم أيها السادة المعنيون.. آن لكم أن تنزلوا إلى حيث يجب أن تكونوا.. ننشر ونطبع ونوزع الكتاب وعلينا ألاّ نجعله حبيس المستودعات وزينة في صالات الاستقبال ليكن رفيقنا، صديق أطفالنا وطلابنا، صديقنا نحن وأظن أن أحداً لن يقرأ حتى هذه الزاوية. |
|