|
معاً على الطريق وبما أن عيد الفصح وعيد الجلاء متلازمان معا» وكأن قيامة المسيح هي قيامة سورية ..وآلام المسيح هي آلام شعب سورية.. فبالتأكيد ستقوم سورية من جراحها ومن سيوف أعرابها.. وهنا يحضرني السؤال للمعارضة السورية التي لا تشبه المعارضات التي عرفناها أو درسناها في كتب التاريخ ..هل ستحتفل بعض هذه المعارضة (لأنها معارضات متنوعة) بعيد الجلاء ..حيث تم جلاء المستعمر الفرنسي عن أرضنا الغالية ..أم أن ذلك سيزعج فرنسا الداعمة لهم والممولة لأسلحتهم ..؟ وهل يعتبرون عيد الجلاء عيد لكل سورية ولكل عربي شريف أم يعتبرونه عيدا» يخصّ الحكومة في سورية؟؟ وبما أن بعض مثقفينا المعارضين يعيشون على الخبز الفرنسي. فهل سيتذكرون عيد الجلاء.. وهل ستعمل ذاكرتهم على استعادة الماضي وتذكر يوسف العظمة وسلطان باشا الأطرش وكل أبطال سورية وشهدائها؟ هل سيتذكرون ما فعلته فرنسا من قتل ونهب وتقسيم وشنق.؟... هل بقي في الذاكرة شيء من مجازرهم ومشانقهم أم نسوا كل شيء من أجل عيون أرصفة باريس وحدائق قصر الإليزيه ..؟ ولأن المثقف ركيزة من ركائز الوطن إذا ما سخر ثقافته في بناء المجتمع وبناء الوعي الجمعي بعيدا عن التعصب وعن الغايات الآنية والحسابات الشخصية.. فهل تنطبق هذه الصفات على بعض مثقفي سورية الذين صمتوا وجلسوا خلف النافذة يراقبون الشارع المليء بالدماء ؟ وبعضهم مثل ميشيل كيلو الذي ظل يتكئ على معلمه (إلياس مرقص) حتى أنهكه ولم ينجز سوى المقالات المبهمة والتي تفسر على أكثر من وجه بحيث يتخبط قارئها ويحتاج إلى بوصلة لتدله على الجهة التي يقصدها تلميذ إلياس مرقص.. أو تلميذ تروتسكي... فهل هو مع السيف الذي يحز رقاب البشر ويفرض منطقه الدموي والتكفيري أم هو مع الحراك السلمي البناء الذي ننشده جميعا» لبناء سورية الحديثة ؟ إذا كان ميشيل كيلو وأمثاله من المثقفين السوريين الذين كنا نعتز بهم مع معارضة بناءة.. فلماذا يبث سموم التفرقة في مقالات تشبه مقالات الإسلامويين السياسيين.. ولماذا يقبل أن تستضيفه الجهات التي تدعم الفكر التكفيري والسلفي ؟ وتحوك المؤامرة تلو الأخرى لينحر الشعب بعضه بعضاً؟ إن التشدق بالحرية لغايات مادية وسلطوية باتت مفضوحة وبات أزلامها معروفين لدى الشعب السوري وخاصة عند الفئة التي تدفع الدم وتتحمل الصعاب وتعاني القهر على يد مثقفين يدعون أنهم يدافعون عن الشعب بينما بلاط الغرب الذي استعمرنا واحتقر إنسانيتنا وسخر من عقولنا وإنسانيتنا.. أو هو على أبواب الأمراء والملوك يستجدي وظيفة أو شركة له أو لابنه وعلى سورية السلام.. للأسف.. كنا نعول على المثقف الوطني.. وكنا سنقف معه لنحارب الفساد والجهل ولنقاوم المشروع الصهيوني.. لكن جاء هذا المثقف وركب قطار الدولار والبترول الملكي فنسي أو تناسى كل حسنات الوطن وأغلق بصيرته عن كل الإنجازات عندما رأى قصور حمد.. إذ لم يعد يتذكر شيئاً سوى كيف سيصبح رجل أعمال في بلاط الأمراء وما هي التجارة الرابحة ؟ إنها التجارة بالدم السوري.. نعم.. هم يتاجرون بدم الشعب وخاصة الفقير منه.. نعم.. أنتم تتاجرون بالدم السوري.. وتدفعون فواتير فنادقكم من دموع الأمهات والأرامل واليتامى.. أنتم الذين تحرضون.. والشباب الطائش والجاهل يصدقكم.. فيقتل ويقتل.. وينوح الغار في الأعالي.. تبكي المآذن والكنائس وتصدح موسيقا الحزن بينما أنتم نائمون.. فقد تأخرتم في سهرة الملك.. تأخروا ما شاء لكم في السهر والسفر يا مثقفو البلاط ..لقد شاخت أفكاركم.. الآن دور المثقفين الوطنيين الذين يعيشون مع المواطن الغلاء والاحتكار والبطالة والكهرباء الشحيحة وفسحة العيش والأمل.. فلا خوف على البلد.. ستنتصر إرادة السوريين الشرفاء, سينتصر الوطن وستظل سورية وطن المحبة والصمود ..فقومي من جراحك.. لقد قام المسيح , حقا» قام. |
|