تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التزمنا.. فماذا أنتم فاعلون؟

حدث وتعليق
الإثنين 23-4-2012
منذر عيد

ساءهم ترحيب سورية بخطة المبعوث الدولي كوفي انان، وقرار مجلس الأمن إرسال مراقبين دوليين، وهم المنغمسون حتى الأذنين في الأعمال الإجرامية التي تشهدها العديد من المناطق في سورية.

هم سماسرة الموت.. وتجار الدم السوري.. من عربان وغربان.. بدؤوا النعيق والتنبؤ بفشل مهمة انان قبل أن تبدأ.. وهم العارفون بذلك لأنهم العاملون على ذلك.. لسببين، أولهما من مصلحتهم فشل انان لتحميل الحكومة السورية المسؤولية، واستجرار التدخل العسكري لاحقاً.. وثانيهما مع وجود المراقبين لن يتمكنوا من القيام بأعمالهم المحببة من قتل المدنيين واستهداف قوات حفظ النظام.. وان تم ذلك فستنكشف الحقيقة للمراقبين الدوليين كما انكشفت من قبلهم للمراقبين العرب.‏

اللافت في الأمر ومنذ قبول سورية بخطة انان والتزامها بالبنود الستة ارتفاع وتيرة أعمالهم الإجرامية في الميدان من قتل واختطاف وتنكيل وتخريب.. وكل ذلك تزامن مع حملة إعلامية وسياسية تضليلية ممنهجة، دأبت من خلالها أطراف التآمر على قلب الحقائق وإلصاق جرائم الإرهابيين بالحكومة السورية.. وعقد اجتماعات هنا وهناك للتحضير إلى ما بعد فشل المهمة لقناعتهم ويقينهم بأنهم سيفشلونها لتحقيق ما رسموه ويرسمونه لتدمير سورية.‏

منذ اللحظات الأولى لتبني مجلس الأمن الدولي قرار إرسال طليعة المراقبين إلى سورية دخلت الأطراف المتآمرة حالة من التخبط السياسي والإعلامي .. فتارة تراها تتوعد، وأخرى تتنبأ، وكثيرا ما تصف القرار بأنه هزيمة لسورية.‏

في قراءة بسيطة للقرار وما سبقه وتلاه.. فان الجميع يلاحظ أن إرسال مراقبين هو مطلب سورية، لأن وجود المراقبين من شأنه تسجيل ورصد وتوثيق الانتهاكات التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة.. كذلك فان القرار ضَمِن وبشكل صريح احترام قرار سورية وسيادة واستقلال أراضيها.. وبان الحكومة هي المرجع الأول والأخير لأي اتفاقية يتم توقيعها في هذا الإطار.‏

سورية قامت بما هو مطلوب منها ومنوط بها لحفظ أمن وأمان الشعب السوري.. وما تبقى منوط بالمجتمع الدولي صاحب القرار وبالمبعوث الدولي وقدرته على لجم تلك المجموعات الإرهابية عن القيام بأعمال القتل والتدمير.. وإلزام الأطراف الخارجية الداعمة لهم بوقف مساندتها بالمال والسلاح والتحريض.. فماذا أنتم فاعلون.؟‏

Mon_eid@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية