|
شباب في كلّ بيت تقريباً هناك طالب بكالوريا أو طالب تاسع، وكلّ منّا يتفنّن بالضغط على هذا الطالب ويتباهى بأن ابنه يدرس 15 - 18 ساعة في اليوم، أو أنه يشغل كل وقته مع مدرّسين خصوصيين إلى آخر هذه الحلول التي يفرضها الأهل معظم الأحيان ويستسلم لها الأبناء إرضاءً لذويهم.. بعضنا اجتهد في وضع برنامج مفصّل ليوم أبنائهم من الفجر وحتى موعد النوم متضمناً تفاصيل الدراسة والاستراحة ومواعيد تناول الطعام والبعض الآخر شغّل محرك البحث على الأنترنت واستحضر برنامجاً دراسياً وغذائياً لابنه وآخرون تركوا للأبناء حرية اختيار ما يرونه مناسباً لإنجاز تحضيرهم للامتحان النهائي.. الأهل مسؤولون بالدرجة الأولى عن توفير الأجواء المناسبة لأبنائهم من أجل إنجاز مراجعتهم لمقرراتهم بشكل يحقق أفضل مردود، وهم مطالبون أيضاً بالتعرّف على قدرات هؤلاء الأبناء من أجل اختيار المناسب والمنسجم مع هذه القدرات ومن ثمّ يأتي دور المختصين من خلال نصيحة توجّه لهم عبر جريدة أو أي وسيلة إعلامية وهذا ما سنحاول فعله.. هل من نصائح نقدّمها لأبنائنا في هذه المرحلة ليصلوا إلى يوم الامتحان دون تعب وإرهاق وليدخلوا الامتحان بروح معنوية عالية تساعدهم على تحقيق ما يصبون إليه؟
سنترك هذا الأمر للمختصّين الذين قلّبنا هذا الموضوع معهم ونضع ما قالوه بين أيدي أبنائنا قبل شهرين تقريباً من موعد الامتحانات النهائية مع أمنياتنا للجميع بالتوفيق في دراستهم وأن يحسنوا استثمار وقت المراجعة بأفضل شكل.. استفيدوا من التجارب بيّنت دراسة ألمانية حديثة منشورة على موقع “دو” أن النوم العميق يساهم بشكل كبير ليس فقط في تجديد خلايا الجسم وخاصة الدماغية منها، بل يساعد أيضاً على تخزين الدماغ للأشياء التي عايشها الشخص وتضيف الدراسة: إن الطالب الذي ينام نوماً عميقاً أثناء التحضير للامتحانات يستطيع في الوقت المناسب تذكر المعلومات المطلوبة وتخزينها بشكل يسمح له تكراراها واستخدامها في الوقت والمكان الصحيحين وقد استعان العلماء من أجل القيام بالدراسة بأشخاص تجريبيين وبحسب الدراسة، فإن المسؤول عن تجديد الخلايا الدماغية هي موجات يطلق عليها اسم “موجات ديلتا” التي تطلق أثناء السبات العميق إشارات إلكترونية إلى الدماغ ويقول القائمون على الدراسة إن الأبحاث بينت أن ازدياد قوة هذه الإشارات كان له تأثير كبير على ذاكرة الأشخاص التجريبيين.. انتهى الاقتباس من الدراسة الألمانية، وهنا لا بد من الإشارة إلى أهمية ما تضمنته لأن قسماً كبيراً من الأهالي يتفاخرون بأن أبناءهم يقرؤون من 16-18 ساعة يومياً وأن ابنهم “ يا حرام” لا ينام إلا ساعات قليلة متناسين أن هذه المسألة ليست في صالح أبنائهم ودراستهم.. ساعات دراسة أقلّ باستيعاب أكبر تعطي نتائج أكثر إيجابية ويتفق الكثيرون على هذه السياسة وما إشارتنا إلى الدراسة المذكورة آنفاً إلا من باب التأكيد على هذه المسألة المهمة جداً
رتّب أمورك وفي دراسة أخرى منشورة على موقع " صيد الفوائد" هناك بعض النصائح للطلاب في مرحلة الاستعداد للامتحانات نذكر منها: × اكتب قائمة للمذاكرة لمساعدتك على تحديد النقاط المهمة والتي سيغطيها الامتحان. × سجل الملاحظات ، المعادلات ، المصطلحات والأفكار الرئيسية والواجبات المهمة لمراجعتها بشكل مستمر فهذه القائمة ستساعدك على تجزئة المذاكرة إلى أقسام بسيطة منظمة مما يساعد على مراجعة شاملة خالية من القلق. × شكل خرائط تسجل فيها الأفكار المهمة من المادة والعلاقة المتداخلة بين هذه الأفكار، هذه الملخصات يجب أن تتضمن قوائم متسلسلة للأفكار لتساعدك على استرجاع المعلومات بسهولة. × اعمل بطاقات فهرسة للمصطلحات والمعادلات و القوائم التي تحتاج لحفظها، اكتب اسم الموضوع على جهة واحدة من البطاقة والأسئلة على الجهة الأخرى، بطاقات الفهرسة ستساعدك ليس فقط على اختبار قدرتك على تحديد المعلومات المهمة وإنما أيضاً على قدرتك على استرجاع المعلومات بحد ذاتها. × ابدأ المراجعة مبكراً، هذا سيعطيك فرصة أكبر لاستيعاب المعلومات. × راجع المواد بشكل يومي ولو لمدة قصيرة، هذا سيساعدك على التدرج وصولاً إلى الدراسة المركزة والطويلة قبل الامتحانات الرئيسية. هذا سيساعدك على فهم النقاط ، المصطلحات والمفاهيم التي يراها المدرس مهمة، ويساعدك على استيعابها بشكل أسهل . × قسم واجباتك الدراسية إلى أجزاء عديدة يمكن السيطرة عليها، خصوصاً عند المراجعة الرئيسة قبيل الامتحان. × المذاكرة لمدة ثلاث ساعات صباحاً وثلاث ساعات أخرى مساءً أفضل من المذاكرة ست ساعات متواصلة، المذاكرة وعقلك متعب يكون عادة مضيعة للوقت. ×ذاكر المواد الصعبة عندما يكون عقلك في أنشط حالاته. في النقاط السابقة الكثير من الفوائد، فهي ترشدك إلى تحقيق مردود جيد من الاستيعاب بأقلّ جهد وهو المطلوب لأن الغرق في الدراسة لمدة تقترب من شهرين وبشكل متواصل وبعدد كبير من الساعات يومياً لا بد وأن يؤثر على خلايا المخّ ويخفف من قدرة هذه الخلايا على الاستيعاب واسترجاع المعلومات عند الحاجة إليها.. الإقامة الجبرية غالباً ما نفرض على أبنائنا نوعاً من الإقامة الجبرية خلال فترة التحضير للامتحانات ونصوّر لهم الامتحانات وكأنها وحش إن لم نستحضر له كلّ أسلحتنا سيفتك بنا وسيتوقف الزمن عند ضياع علامة هنا أو هناك! كلنا يبحث عن تفوق أبنائه – وهذا حق مشروع للأهل – ولكن إن استخدمنا الضغط على أعصاب الطالب فإن ذلك سيقودنا إلى عكس النتائج التي نبحث عنها.. قد يكون توتر أهل طلاب البكالوريا أكثر من أمثالهم أهل طلاب التاسع لأن علامة البكالوريا – بكل أسف – هي التي ستحدد مصير ومستقبل الابن ولهذا تجد الأهالي وكأنهم على أهبة خوض الحرب، ولكن البحث عن تهدئة أعصاب الأهل قبل الأبناء هو المفيد لأبنائهم لأن توترهم ينتقل بشكل تلقائي إلى الأبناء.. أتذكّر أنه عندما توجهنا إلى امتحانات الشهادة الثانوية العامة دورة عام 1986 تزامن ذلك مع انطلاقة منافسات كأس العالم لكرة القدم في المكسيك في ذات اليوم الذي بدأ فيه الامتحان ومع هذا كنتُ أحضر مباراتين يومياً تنتهي الثانية عند الساعة الثالثة فجراً ومع هذا حققنا النجاح وبدرجات ممتازة ولكن قبل ذلك كان التحضير جيداً وغير معقّد ولم يكن هناك أي ضغط من أهالينا علينا فهل نكرر الحالة ولا نضغط على أعصاب أبنائنا ونترك لهم هامشاً من الحرية الشخصية في تنظيم أمورهم وعدم التدخّل إلا عند الحاجة القصوى للتدخل؟ هل يجرؤ أحدنا على تفريغ يوم كامل كل أسبوع لابنه من الدراسة ويخرج به مع أسرته أو رفاقه إلى السيران أو السباحة أو لعب كرة القدم؟ الامتحان همّ كبير لكل الأبناء والأهالي لكن الأهمّ منه هو فترة المراجعة للامتحان بكلّ تفاصيلها مع تمنياتنا لأبنائنا طلبة الشهادتين الإعدادية والثانوية بالنجاح والتوفيق. |
|