تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وداعاً

شباب
2012/4/23
ريما اسكندر عباس

انظر....! ما زالت السماء فوقنا زرقاء

انظر!.... ما زالت الأزهار تعبق خلف الباب‏‏

اسمع... الأطفال يلعبون في الساحة‏‏

اسمع... نغمات الراديو تنساب من الشرفات‏‏

انظر.... لم تنسَ اليوم جارتنا العجوز إطعام حمائمها‏‏

والأرض تدور اليوم كما في كل يوم آخر،‏‏

لكني أتذوق اليوم طعم الوقت مركزاً أكثر من أي وقت آخر‏‏

لكن! مع الدموع في العينين ستصبح أعمى لن ترى الأشياء على حقيقتها‏‏

ما الذي جعلك حزيناً هكذا؟ فكل ما كان في السابق هو الآن مجرد ذكرى باردة‏‏

لا تسأل لماذا الذي حصل قد حصل فالبراءة الوحيدة هي ألا تفكر‏‏

ومع دموعك سترى الأشياء كأعمى.‏‏

امسح دموعك وأعطني يدك كولد صغير‏‏

انظر ما زالت النجوم تتلألأ في السماء‏‏

اسمع ما زالت العصافير تصدح بأروع الأغنيات‏‏

وكل ما جعلك حزيناً اليوم هو حلم قد مضى‏‏

أنا هنا بجانبك كي أمسح الحزن فلا تسمح للعالم أن يكون أكثر ظلمة‏‏

لكن سنقول وداعاً الآن بكل لطف كي نلتقي من جديد‏‏

وداعاً يا قطعة السكر التي أنستني طعم الحقيقة المر‏‏

وداعاً يا قطعة السكر التي جعلتني أحلق كالطير في سماء من دخان‏‏

وداعاً يا فنجان القهوة الذي اعتدت أن أرتشفه كل صباح‏‏

حان موعد الاستيقاظ من الغفوة الجميلة، للأسف دائماً هناك موعد لنهاية الحلم‏‏

تخيل لعبة القدر! حتى ساعتك الوفية غادرت هذا الصباح معصمي بكل هدوء‏‏

وغابت في زحمة المدينة، فجأة وجدت نفسي أنظر إلى يدي الفارغة منك‏‏

لقد عرفت هذه الساعة موعد الوداع فآثرت الرحيل دون وداع.‏‏

وبقيت لنا ذكريات حلوة لنجترها مع رياح الخريف النائحة،‏‏

والساعة كلانا لا يعرف جهة بوصلته التائهة،‏‏

لكن لا بد من أن يأتي اليوم الذي سنعرف فيه ما كان الاتجاه الصحيح.‏‏

عندها لن ينفع الكلام، فدعني أحبك بقوة الصمت فقلبي لم يعد طفلاً!‏‏

والحب وردة لا تذبل أبداً إلى أن يسود روحي السلام والسلام.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية