تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عبور لحظة

شباب
2012/4/23
مجدولين الصغير

سقطتْ ، سقطتْ أقنعةُ الكلام ، وباتَ كلُّ شيء غايةً مهما صغُر.

آلت الشكوكُ إلى حقيقة تؤلمني، حقيقة دخول والدتي غرفتي المتواضعة، تنقل جسدَها المنهكَ خطوتين نحو السرير، حطّت فوقه وملامح وجهها تتآكل .‏‏

كنت أنتظرُ فرصةً لأسرقَ كلمةَ من عينيها، تفرحني قبل أن تخرجَ من قوس فهمها الهزيل، كانت مساحاتُ التفكير ضيقةً، خشيتُ أن تكونَ اللحظاتُ المقبلة محملةً بحقائب الذعر ، تحسستُ قلبي يسابق دقاته.‏‏

عبثاً حاولت أن أسألَ أمي عن نتيجة الامتحانات،‏

ارتعشتْ شفاهي وما نطقت، همّت أمي بنطق الحروف ، ظننتها ستبدأ بحرف النون لأكون أسعد إنسانة في العالم ، لكنها بدأته بحرف الراء وأتبعته بالألف فالسين فالباء ... أدمْتُ النظر إلى أمي كما لو كانت حروفُ كلمتها خمسةَ شياطين استحضرتهم لي.‏‏

تعالت أصواتُ الجدران مثرثرة، تدعو إلى نفيي، وكان الخوف من ذلّ الرسوب أبدى شيئاً في ذهني ولا قدرة لي عليه . طوتني الأيام على ذلّ الخوف وأنا أبحث عن قشّة أحركُ بها دولابَ الأيام سنة إلى الوراء، أبتْ الأيامُ أن تكرّ إلى الوراء حتى في مخيلتي ، وتقدمتْ لحظةُ الخوفُ تقيّدني ، تدقّ في رأسي وتدقّ.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية