|
شباب الذي تطول حلقاته وتطول!! ورغم ذلك تبقى القضية الأولى التي يعانيها شبابنا الآن سواء من الخريجين المتبعثرين أمام أبواب الوزارات والمؤسسات لاقتناص فرصة ولا يهم بأي طريقة... أو الذين وجدوا أنفسهم على المقاعد الدراسية من جديد في مراكز التدريب الخاصة باختصاصاتهم ومجالاتهم أو دورات اللغات والكمبيوتر وما شابه... أم من طلبة الجامعات الذين يتملكهم الخوف من شبح البطالة يلوح لهم بعد التخرج. وبين هنا وهناك نرى عددا من المشاريع والمراكز الشبابية المعنية بذلك تغلفها الوعود والتصريحات المنمقة حول حلول جذرية والتي يقابلها ارتفاع ملحوظ بنسب البطالة عند الشباب!! ونعود لنسأل ما الحل؟؟ السعي... لتغيير ثقافة الشباب!! والتخلص من عقدة التمسك بالقطاع العام.. وليتم ذلك لابد للقطاعين الخاص والمشترك أن يظهرا دورهما من خلال المشاريع الاستثمارية الجديدة والحرص على تسجيل الشباب العاملين لديهم في التأمينات الاجتماعية، وهذا سيشعرهم بالأمان ويخلق توازنا في سوق العمل.
وخلال حديثنا مع الدكتورة هلا رزق مديرة مركز الإرشاد الوظيفي رأت أننا مقدمون على ثقافة جديدة في المجتمع، وجميع الجهود المبذولة الآن تسعى نحو تغيير ثقافة الشباب في الحصول على فرصة عمل وأضافت: إن ذلك يتطلب العمل على جميع المستويات أولا عبر تغيير ثقافة العمل المتبعة في القطاعات العامة والخاصة والمشتركة وترسيخ مفهوم ريادة الأعمال أي قدرة الشباب أنفسهم على البدء بمشروعهم الخاص وإتاحة الفرصة أمام آخرين في الحصول على عمل وهو ما نسعى إلى ترسيخه عبر طرح ثقافة العمل الجاد. والنقطة الأهم هي ذلك الخوف من العمل في القطاع الخاص تحت مسميات عدة منها عدم الأمان أو الاستقرار، وهنا علينا أن نعزز أفكاراً جديدة عند الشباب أهمها أن الشاب الذي يمتلك إمكانيات ومهارات متميزة في اختصاصه فإن صاحب العمل هو من يحتاج إليه وليس العكس، لذلك لابد من التركيز على لغة تسويق مهاراته وقدراته ليجذب انتباه أصحاب الأعمال إليه. وأشارت د. رزق إلى أن المرحلة القادمة صعبة على كل الجهات ونحن بحاجة إلى تغيير من الشباب أنفسهم كونهم المحرك الأساسي وأصحاب الحق فلابد أن يتم التغيير من خلالهم. خطوات... على أرض الواقع! وكون مركز الإرشاد الوظيفي هو أحد المراكز التابعة لوزارة العمل التي حددت برامج لكل جهة تابعة لها في إطار العمل المتكامل للحد من ظواهر البطالة. فإنه يسعى إلى ترسيخ ثقافة العمل الجاد ومن الخطوات المتخذة في ذلك على أرض الواقع، تقول الدكتورة رزق: تم طرح ما يسمى قاعدة البيانات أو (بنك الوظائف) والذي يحوي جميع المعلومات المتعلقة بالشباب الطالبين للعمل من خلال سيرهم الذاتية بالإضافة إلى معلومات حول فرص العمل المتواجدة. ونسعى عبر قاعدة البيانات إلى تشكيل جسر للتواصل بين الباحثين عن العمل وأصحاب الأعمال، وهنا لابد من الإشارة إلى أهمية السيرة الذاتية والتي تختلف كتابتها من عمل إلى آخر لذلك لابد من التركيز على ضرورة اكتساب الشباب لمهارة كتابتها لكي يجذب نظر صاحب العمل إليها. وأكدت أن مهمة بنك الوظائف هو تمكين الشباب من التواصل مع أصحاب العمل. المؤسسات التعليمية.. هي الأساس!! فلا يكفي أن يغادر الطالب مقاعد الدراسة وهو متخم بمعلومات نظرية لا يجد لها أثراً على أرض الواقع!! لذلك أشارت د. هلا إلى أن هناك سعياً لإدخال ثقافة الإرشاد الوظيفي بالمدارس حتى تترسخ عند الشباب في عمر مبكر. بالإضافة إلى ضرورة تعديل سياسات القبول الجامعي بحيث تتيح لهم حرية الاختيار، عبر إجراء اختبار لميولهم وبناء عليها يتم توجيههم إلى اختصاصات معينة والإسهام بتغيير مسارهم المهني، فمعظم الشباب الآن يدخلون اختصاصات دون أي رغبة أي بناء على رأي الأهل أو التقيد بالمعدل الجامعي ولذلك نحن نسعى إلى تنمية ميولهم من خلال برنامج (كيف تختار اختصاصك الجامعي) وهو يقوم على توجيه ميول الشباب نحو الخيار المناسب، فالحصول على علامات عالية ليس قيدا بل مساحة اكبر من الخيارات. كما إنه يوجد تعاون مع وزارة التعليم العالي نحو تنفيذ برنامج (كيف تخطط لمستقبلك) وذلك عبر تحديد الخطوات للوصول إلى الهدف في المستقبل، ويتم من خلال تدريب دكاترة الجامعات على كيفية طرحه على الطلاب ليكونوا قادرين على التخطيط الصحيح والناجح لمستقبلهم. نخاطبهم... بلغتهم الالكترونية!! فرغم كل الجهود المبذولة من المشاريع والمراكز التي تعنى بقضايا الشباب مازال هناك حالة من الغربة بينهم... وبينها، أي إن الأغلبية لا يملكون أي فكرة عن خدماتها. لذلك نلجأ إلى مخاطبتهم بلغتهم الالكترونية عبر المواقع الاجتماعية حسب تعبير د. رزق وتكمل: كما إننا نعتمد أسلوب الرسائل القصيرة والأهم هو التواصل المباشر مع الشباب في الجامعات. وأضافت إننا مازلنا في البداية ونحن نحتاج إلى الوقت لتمكين عملية التنمية، خاصة أن معظم شبابنا ينقصهم حب الاستطلاع فهم لا يبذلون الجهد للحصول على الخدمة أو المعلومة. ونحن بدورنا نقوم بالإعلان عن خدماتنا لكن كثرة الإعلانات قد تفقدنا مصداقيتنا، لذلك نحاول التواصل معهم بلغة التواصل الشبكي. وحاليا نحاول تطبيق برامجنا في كلية السياحة وعدد من المعاهد المتوسطة، بمشاركة من أصحاب الأعمال أنفسهم ليتواصلوا مع الشباب ويتحدثوا عن أنشطتهم وذلك بمثابة تحفيز حول كيفية الحصول على عمل. ورأت أن شبابنا واع لكنه تائه ويحتاج لمن يضعه على الطريق الصحيح حتى يظهروا تميزهم. وهو ما نحتاج إليه فعلا.. أن نبدأ بأهم وأثمن خطوة ألا وهي (الشخص المناسب.. في المكان المناسب) عندها سنخرج من تخبطات التوظيف Hazar.3bod@hotmail. ">العشوائي. Hazar.3bod@hotmail. com |
|