|
شباب بالنسبة لهم في زمن الانفتاح الإعلامي والتكنولوجي وتطور وسائل الاتصال، وغالباً ما يستخدم الشباب الحاسب المحمول فيما يفيدهم بتطويع أفكارهم الخلاقة إلى مشروعات هادفة وأعمال هامة بالنسبة لهم، بينما يقف آخرون عاجزين عن الاستفادة منه، معتبرين إياه وسيلة للترفيه فقط وقضاء أوقات ممتعة على شبكة الانترنت. ضرورة وليس ترفاً * وسيم العلي طالب جامعي بيّن أنه لابد لكل شاب جامعي من اقتناء الحاسب المحمول، باعتبار أنه أصبح ضرورة تفرضها الحياة الدراسية في الجامعة، حيث نستطيع من خلال الحاسب المحمول تنفيذ العديد من حلقات البحث ومشاريع التخرج، بالإضافة إلى أهميته فيما يتعلق بما نحتاجه من ( الانترنت ) لذلك اعتاد الطالب الجامعي على اصطحاب حاسوبه إلى الجامعة لحاجته الماسّة إليه في دراسته. وترى هيام الشمالي أنه في الوقت الذي ينظر فيه البعض إلى الحاسوب والموبايل وتقنيات التواصل الأخرى على أنها نوع من الترف الاجتماعي، إلا أن الأمر تحول اليوم إلى ضرورة مع شعور الشباب بالحاجة الماسّة إليها، حيث تشترط الكثير من المؤسسات والشركات على المتقدمين لطلبات عمل إجادة استخدام الحاسوب وتقنيات الاتصال الحديثة.
وسيلة للتواصل * عابد العلبي يرى أن امتلاك أغلب الشباب للحواسيب المحمولة سهّل لهم تنظيم أنفسهم خلال الفترة الماضية في مجموعات شبابية ساهمت بتبادل الأفكار الإيجابية فيما بينهم وإقامة مجموعة من النشاطات، أي أنه وفّر على الكثير من الشباب الوقت والجهد. ويقول سامر سعد: عندما دخلت إلى الجامعة قررت أن أبحث عن عمل يوفّر لي مصروف دراستي، ولأنّي أُجيد التّعامل مع الكمبيوتر كما أُجيد الكتابة بسرعة، فكّرت أن أقوم بتحويل جهاز المحمول الخاص بي إلى مشروع خاص، فتعرّفت على العديد من الطّلَبة الذين يقومون بتقديم مشروعات التخرّج وعَرَضت عليهم المساعدة، فقد كنت أطبع لهؤلاء الطّلبة المادة الكتابيّة الخاصّة بالمشروع على جهاز الكمبيوتر، فاكتَشفتُ أنّ هذا المشروع مُربِح جداً وبخاصة لمن يُجيد التّعامل مع الكمبيوتر، ومع كلّ ذلك لم «يعطّلني» مشروعي عن متابعة الدراسة، بل زادني نجاحاً. دورات تدريبية وبما أن اقتناء الحاسب المحمول ومعرفة العمل عليه أصبح ضرورة تتطلبها كافة المؤسسات وحتى في الجامعة، انتشرت في غالبية المدن السورية دورات تدريب الحاسوب والبرمجة التي يشرف عليها أكاديميون وأصحاب تجربة في مجال تقنيات استخدام الحاسوب، كما تشهد جامعاتنا توسعاً كبيراً في كليات علوم الحاسوب والمعلوماتية بسبب الإقبال الشديد عليها من قبل الطلبة والشباب، ويأمل باسل الحموي وهو مشرف تربوي أن تنجح المؤسسات المعنية في دعم مشروع اقتناء الحواسيب لطلاب الجامعات على الأقل، مشيرا إلى أن وزارة التربية شرعت في إدخال منهاج الحاسوب في الدراسة الابتدائية والمتوسطة، لكنه يأمل في أن يتعزز الجانب العملي في المدارس وعدم الاكتفاء بالدروس النظرية. فجوة مجتمعية * نادر إبراهيم ماجستير علم نفس أكد أن توفر وسائل التكنولوجيا الرقمية بين أيدي الشباب يجب أن يدفع المختصين إلى دراسة مستويات تأثر الجيل الشاب بهذه الوسائل وطرق تعاطيهم معها سلباً أو إيجاباً، ويحذر نادر من خطورة التكنولوجيا الحديثة على الشباب من خلال تغيير سلوكهم الاجتماعي، وتأثرهم بأفكار قادمة من الخارج تتعارض مع طبيعة مجتمعاتنا لتخلق فجوة بين الشباب ومجتمعاتهم، ويؤكد نادر على ضرورة فرض أنواع من الرقابة على التكنولوجيا حتى يتم تجنب آثارها السلبية على الشباب. |
|