تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عصي في العجلات

شباب
2012/4/23
بقلم: فريد ميليش

لم تدخر سورية جهداً إلا وبذلته للخروج من الأزمة، وقامت في سبيل ذلك بالعديد من الخطوات المتقدمة وأبدت العديد من النيات الحسنة

والتي يندرج في إطارها قبول سورية بمهمة وخطة المبعوث الدولي كوفي أنان، كما وافقت على مبادرات عديدة سبقتها في هذا السياق.‏

ولعل قبول سورية بمهمة أنان جاء بعد أن أكد الأخير خلال لقائه السيد الرئيس بشار الأسد أن مهمته تنطلق من احترام السيادة السورية وأنه سيعمل على وقف العنف بكل أشكاله من أي طرف كان وصولاً إلى نزع أسلحة المجموعات المسلحة لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وبدء حوار وطني شامل مع أطياف المعارضة في سورية.‏

لقد أبدت سورية حسن النية مراراً وتكراراً تجاه جميع المبادرات العربية والدولية الهادفة إلى وقف الإرهاب الذي تقوم به المجموعات المسلحة المدعومة من الخارج، وكان واضحاً منذ البداية الرغبة السورية للخروج من الأزمة في وقت تصر فيه الكثير من الأطراف العربية والإقليمية والغربية على وضع العصي في العجلات ما يبرهن بأنه لا تزال ثمة عدم رغبة لدى هذه الأطراف في الحل السياسي.‏

أوليس دعم المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية والذي أعلنت عنه بعض الدول كبريطانيا وتركيا والسعودية وقطر وغيرها يشكل عرقلة لمهمة كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية وبالتالي للقرارات الدولية المتعلقة بالشأن السوري؟.‏

وما معنى أن ينفق قادة قطر والسعودية، حسب المختصين، في الحرب المثارة ضد سورية المليارات لتسليح وتمويل العصابات الإرهابية في سورية ولشراء المواقف الإقليمية والدولية لمساندة هذه الحرب، ثم ما معنى كل هذا التجييش الإعلامي والتحريض الذي تمارسه القنوات الإعلامية التابعة لهذه الدول وحربها المفتوحة على سورية وعلى شعبها؟.‏

أسئلة مشروعة بل ومطلوب الإجابة عليها كي تتكشف الحقائق كلها ولكي يعلم القاصي والداني أن سورية لم تخل يوماً بالتزاماتها للخروج من الأزمة وفي أسرع وقت، لكن شريطة أن يوضع حد لممارسات المجموعات المسلحة على الأرض، وإيقاف شيوخ وأمراء قطر والسعودية الذين يمدون الإرهابيين بالمال والسلاح ويحرضون في وسائل إعلامهم على استباحة الدم السوري.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية