تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في اليوم العالمي لمكافحة التصحر... 60٪ من الأراضي الزراعية مهددة بالتصحر

تقارير
الأربعاء 24-6-2009م
موسى الشماس

يعتبر الاحتباس الحراري من أبرز المشكلات التي تواجه البشرية حالياً، ولذلك تم التفكير بالعديد من السبل لكبح هذا الاحتباس أبرزها تشتيت أشعة الشمس بواسطة مرايا فضائية أو دخان بركاني،

تبريد سطح المحيطات بسحب المياه العميقة إلى الأعلى أو كما يجري حالياً عبر تسميد المحيطات بالحديد ما يعزز نمو العوالق النباتية التي ما إن تموت حتى تهبط إلى قاع المحيط حاملة معها غاز ثاني أوكسيد الكربون (الذي هو السبب الأساسي للاحتباس الحراري).‏

وحتى يتم الوصول إلى تطبيق عملي حقيقي لهذه الأفكار أو سواها سيبقى العالم ومن ضمنه سورية يعاني من مشكلة كبيرة هي التصحر. وفي كلمتها باليوم العالمي لمكافحة التصحر أوضحت الدكتورة كوكب الداية وزيرة الدولة لشؤون البيئة ضرورة التركيز على أهمية حماية بيئتنا والحفاظ على أراضينا من التدهور وضمان قدرة مواردنا الطبيعية، وتطرقت لمجموعة من الخطوات الإيجابية التي تم إنجازها بعد إصدار القانون البيئي رقم 50 لعام 2002، واعتماد الحدود القصوى للملوثات المسموح طرحها إلى البيئة وإعداد استراتيجية وخطة عمل وطنية للتنوع الحيوي ومكافحة التصحر إضافة إلى عدد من القوانين الأخرى التي تخدم البيئة كقانون تنظيم الصيد و قانون الحراج وقانون النظافة وتأسيس مديريات لشؤون البيئة في جميع المحافظات مع تزويدها بالمخابر الثابتة والمتنقلة لإجراء كل أنواع التحاليل اللازمة بهدف تطبيق السياسات البيئية ومراقبة الالتزام بها محليا،ً وكانت سورية قد صدّقت على الاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر بالمرسوم 640 لعام 1997م في وقت يهدد التصحر نحو 60٪ من مساحة سورية.‏

انبعاثات الكربون‏

ينبعث سنوياً من الولايات المتحدة وحدها سبعة أضعاف ماينبعث من القارة الإفريقية بأسرها وتساوي نسبة انبعاثات الكربون للفرد فيها 20 ضعفاً عما هي في الصين و12 عن البرازيل و7 عن الهند ويذكر أن الولايات المتحدة التي تمثل 4٪ من سكان العالم تستهلك 25٪ من الطاقة العالمية.‏

تلوث الهواء‏

من المشكلات البيئية الأخرى تلوث الهواء حيث يسهم الإنسان فيه بشكل كبير عبر ماتطلقه المعامل والمصانع والسيارات والمبيدات وغيرها من مواد كيميائية تؤثر بشكل سلبي على الغلاف الجوي إضافة إلى تلوث الماء بمياه الصرف الصحي والنفايات والاستخدام المفرط للمياه الجوفية وتلوث المحيطات والحبار واختفاء الشعب المرجانية وانقراض عدة أنواع من الكائنات البحرية كما تسبب إزالة الغابات زيادة 20٪ من الانبعاثات الكربونية وتؤدي إلى تدهور التنوع البيولوجي، ويمثل النمو السكاني أحد أهم المشكلات التي تواجه الكواكب بانعكاساته السلبية على المجالات البيئية والصحية.‏

وليس عرضاً أن نسمي كوكبنا الأرض فجميع أشكال الحياة الأرضية تعتمد على قشرة التربة الحساسة الهشة التي تغطي القارات ولو لم تكن هكذا التربة لما بزغت الكائنات الحية مطلقاً من المحيطات إلى اليابسة ولما كانت هناك نباتات أو محاصيل أوغابات أوحيوانات أو بشر أيضاً.‏

وهذا الغطاء الثمين الذي يمثل الجوهر الحقيقي للكوكب يتكون ببطء شديد للغاية ولكنه يمكن أن يدمر بسرعة رهيبة وقد يستغرق تكون سماكة بوصة واحدة من التربة قروناً طويلة أما إذا أسيء معاملتها فإنها تندى وتتلاشى في غضون فصول قليلة والأرض الآن تتلاشى بسرعة.‏

التصحر‏

يحدث التصحر نتيجة لمجموعتين من العوامل: أولها العوامل المناخية التي يصعب السيطرة عليها نتيجة للتغيرات المناخية وتعاقب فترات الجفاف، ثانيها الممارسات الخاطئة في الاستثمار الخاطىء لموارد الطبيعة مع ضعف إدارة الموارد والأنظمة البيئية.‏

تدهور كبير‏

يظهر دور الإنسان واضحاً في تدهور التربة من خلال الأساليب التي يتبعها في العديد من ممارساته اليومية من السقاية غير المنظمة للتربة والرعي الجائر في المناطق الزراعية والحراجية والبادية وكذلك التطور العمراني على حساب الأراضي الزراعية إضافة لما يمكن أن يسببه من حرائق للغابات كل ذلك دفع بالغطاء النباتي إلى التراجع وبالتربة إلى التدهور والانجراف.‏

وتولي سورية قضية التصحر اهتماماً كبيراً باعتبار أن الآليات المؤدية للتصحر قد نشطت لعدة عقود من الزمن حتى وصلت إلى أبعاد خطيرة في الوقت الراهن حيث تعتبر هذه الظاهرة من العوامل الرئيسية لتدهور الموارد الطبيعية وانخفاض إنتاجية الأراضي ومعاناة الإنسان وزحف الرمال وبطء عملية التنمية.‏

وللتصحر نتائج أهمها خروج مساحات واسعة من الأراضي الزراعية البعلية من الاستثمار بشكل متزايد وهو ما أدى عملياً إلى تراجع الإنتاج الزراعي في هذه الأراضي، وتشير الإحصائيات إلى أن قيمة الإنتاج الضائع من خروج نحو 2،7 مليون هكتار من الاستثمار على أساس زراعتها بمحاصيل بعلية كالشعير تقدر بحوالى 5،7 مليارات ليرة سورية سنوياً. كما أن تراجع مساحة المراعي وانعكاس ذلك على أعداد الثروة الحيوانية ومنتجاتها قد زادت هذه الوتيرة بسبب تعاقب سنوات الجفاف وزيادة الضغط على المراعي.‏

تراجع إنتاج الغابات‏

وقد قدرت قيمة الخسارة في الإنتاج العلفي لكامل مساحة المراعي الطبيعية بحوالى 508 مليارات ليرة سورية.‏

من جانب آخر أدت ظاهرة التصحر إلى تراجع إنتاج الغابات من الأخشاب نتيجة تراجع المساحات التي كانت قائمة فيها وذلك على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت ومازالت تبذل في مجال التشجير والتحريج الصناعي حيث تقدر الخسارة الناجمة عن كل هكتار يخرج من المساحات المحرجة نحو 25 ألف ليرة سورية.‏

ولهذا عملت الخطة الخمسية العاشرة على إعادة النظر في أسلوب وسياسات إدارة واستثمار الموارد المائية التي تمثل العصب الرئيسي للتنمية من خلال تبني استراتيجية مائية واضحة تقوم بوضع برامج لرفع كفاءة استخدام الموارد المائية وحماية مصادرها والحفاظ عليها مع اتخاذ إجراءات لتوافق هذه البرامج وتوازيها مع التخطيط للاستخدامات المتعددة للمياه وتبنى سياسات مدروسة لتخصيص هذا الاستخدام.‏

وعليه فإن ظاهرة التصحر وتدهور الأراضي تعتبر أولوية لابد من اعتمادها كما هو وارد في الخطة الخمسية العاشرة وتوفير الموارد المالية اللازمة لدرء هذه الظاهرة.‏

وقد تمت سلسلة من الإجراءات لمعالجة هذه الظاهرة وهناك تعاون بين وزارة البيئة والجهات ذات العلاقة لمتابعة مجموعة من الإجراءات أبرزها وضع الخطة الوطنية لمكافحة التصحر في الجمهورية العربية السورية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي undp ومركز التصحر والجفافddc وكذلك التعاون مع الآلية العالمية لمكافحة التصحر أيضاً إعداد التقارير الوطنية لمكافحة التصحر بالإضافة إلى متابعة نشاطات الإتفاقية الدولية لمكافحة التصحر.‏

تربية بيئية‏

يبرز هنا دور التربية البيئية لأجيالنا بتربيتهم على حماية الأرض والموارد ويمكن بتعاون الجهات الرسمية والمجتمع والجمعيات البيئية أن نرفع الوعي بقضايا البيئة ونساهم في حل مشكلاتها.‏

وأصبح مطلوباً منا أكثر من أي وقت مضى اتخاذ خطوات ضرورية تضمن بقايا موضوع البيئة في طليعة اهتماماتنا ليصبح الجميع عناصر فاعلة في التنمية المستدامة ويسهموا بزيادة فهم المجتمعات المحلية لقضايا البيئة وإقامة شراكات تكفل تمتع جميع الشعوب بمستقبل آمن بيئياً.‏

خطة وطنية‏

أما المهندس خالد الشرع منسق مشروع الخطة الوطنية لمكافحة التصحر في وزارة البيئة فقد تحدث في اليوم العالمي لمكافحة التصحر عن أبرز الأسباب والمشكلات التي تعترض سورية في هذا المجال وتطرق إلى السبل الممكن التعامل فيها للحد من تأثيرات هذه الظاهرة على سورية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية