تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هـــل بـــدأت؟

آراء
الأربعاء 24-6-2009م
أحمد عرابي بعاج

رغم حبي للبحر وانتمائي لشريحة عريضة من عشاق البحر، إلا أنني ومنذ عدة سنوات لم أكلف نفسي حتى مجرد المرور ولوعرضاً على شواطىء البحر،

وأعتقد أن هذا هو حال الكثير من المواطنين الذين ينتمون لذات الشريحة التي لها مبرراتها وأسبابها الاقتصادية في العزوف عن ارتياد الشاطىء، للتعبير بطريقة أو بأخرى عن نوع من مظاهر الاحتجاج على ثقافة السياحة البحرية لدينا التي باتت تبتعد أكثر فأكثر عن الشريحة الأوسع من المواطنين.‏

فرغم جمال سواحلنا وسحر طبيعتها، إلا أنها صممت ومنذ زمن طويل لأجل شريحة محددة بمستوى اقتصادي معين، حيث تحولت شواطئنا عبر السنوات السابقة إلى علبة سردين سياحية.‏

بحيث لايستطيع المرء الوصول إلى الشاطىء إلا عبر بوابات ومعابر المنتجعات والفنادق السياحية ذات النجوم التي تعانقها تكاليف عالية لايستطيع أن يؤمنها حتماً ذوو الدخل المحدود.‏

هذا يمنع الكثير من الأسر وأولادهم من ارتياد الشاطىء ولو لأيام معدودة في العام.. وحتى عدة أعوام.‏

كنت قد نسيت البحر، ولكن ما ذكرني به هو ما قرأته مؤخراً عن فكرة مشاريع الشواطىء المفتوحة التي تعتزم وزارة السياحة توفيرها مجاناً للمواطنين هذا العام، والتي طرحت في منتدى سوق الاستثمار السياحي، الدولي الخامس والتي شملت مشروعين في طرطوس سيوضعان قيد الاستثمار في الموسم السياحي الحالي وثمانية مشاريع في اللاذقية مازالت قيد الدراسة.‏

لقد أعادتني فكرة الشواطىء المفتوحة إلى صورة كانت قد رسمت في ذهني عن تلك الشواطىء والتي قدر لي أن أراها في إحدى الدول قبل عدة أعوام، وهي موجودة في أكثر الدول التي لديها سواحل على البحر، وقارنت في حينها «في ذهني طبعاً» بين ساحلنا وشواطئنا ومياهنا والطبيعة الساحرة التي يمتزج فيها الجبل والسهل مع البحر في قصيدة ساحرة.‏

ومارأيته في البلد الذي زرته وحجم الجهد المبذول لجعل الشاطىء لديهم يجذب السياح رغم أنهم لايملكون نصف أو أقل من نصف مقومات الطبيعة والشاطىء الذي يمتاز به ساحلنا.‏

وقلت «في نفسي طبعاً» ماالذي ينقصنا لكي يكون لدينا شواطىء مفتوحة تقدم الخدمات لزائريها وتكون عامل جذب للسياحة الداخلية والخارجية على حد سواء، إلى جانب المنتجعات والفنادق، واختيار كل مرتاد للبحر مايريده ويناسبه وينعم بجمال البحر والشاطىء كل على طريقته ؟‏

إن مشاريع الشواطىء المفتوحة فكرة ناجحة بالمعنى الاجتماعي والاستثماري والتنموي.‏

فهي ستلاقي حتماً إقبالاً كبيراً من المرتادين وستحقق إشباعاً لإحدى الحاجات الاجتماعية والنفسية لهم، كما ستحقق ريعاً وربحاً مضمونين للمستثمر، بالإضافة إلى أنها ستوفر المزيد من فرص العمل للشباب خلال فترة الصيف.‏

ومما لاشك فيه أن تنوع الاستثمارات هو مطلبنا جميعاً لما له من إيجابيات يعم خيرها على الجميع. الاستثمار السياحي يعتبر من عناصر دعم الاقتصاد الوطني ومصدراً مهماً من مصادر الدخل القومي ويتطلب جهوداً كبيرة ومستمرة لتشجيع الاستثمار وتحسين بيئته، وقد نشطت وزارة السياحة في هذا المجال وحظي هذا القطاع بالعناية وتسهيل الإجراءات لجذب الاستثمارات السياحية وقد قامت شركات كثيرة بالاستثمار في هذا القطاع لما له من عائد جيد.‏

فهل هذا مؤشر يؤكد أن عجلة الانتعاش السياحي ستبدأ في الدوران ؟ نأمل ذلك.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية