تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


علوم

كتب
الأربعاء 24-6-2009م
لاشك أن العلوم قد تطورت في العقود القليلة الماضية تطوراً كبيراً في كافة المجالات وخاصة في علوم الاتصالات والحاسب والعلوم الطبية،

ما جعل وتيرة الحياة أسرع مما ألفه الإنسان من قبل وقد أصاب الدراسات اللغوية بعض من هذا، بمعنى أن بعض اللغويين بدأ يبحث عن إمكانية الاستفادة من هذه الاكتشفات في تطوير فطرية لغوية تعتمد على التقنيات المتوفرة في العلوم الطبية وخاصة في علم الأعصاب لتوفير مزيد من الأدلة النظرية يقول إنها قد تعكس إلى حد كبير مايجري في الدماغ، وفي خضم هذا التنافس بين المدارس اللغوية بدأ يظهر إلى الوجود شكل قوي ما أصبح يعرف باللغويات العصبية الإدراكية ومع أن استخدام المصطلح أول مرة في شكله المكتوب يعود إلى لامب 1971 إلا أن الدراسات اللغوية العصبية الإدراكية لم تحصل على زخم قوي إلا في السنوات القليلة الماضية، عندما حصلت على دعم من علم الأعصاب الذي استخدم تقنيات متطورة منها التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي في تحديد وظائف محددة للقشرة الدماغية بما في ذلك القشرة اللغوية وبدأت الأوساط الأكاديمية اللغوية تسمع عن الاتصالية في التعلم وبناء عليه دأبت المدارس اللغوية على مواكبة ذلك.‏

الدماغ عضو المعرفة ومنظم قدراتنا ووسيلتنا للتعرف على وجه إنسان في حشد من الناس والتحدث عن أي شيء نمر به أو نتصوره كما أنه وسيلتنا للتعرف لبلورة المعتقدات وتطوير الأفكار ولإدراك الكلمات المتطايرة في مجادلة ساخنة مباشرة، كيف يمكنه القيام بكل ذلك؟‏

هل يشفر المعلومات على هيئة رموز أم في نقاط اتصال شبكة ضخمة؟‏

الشبكات الدماغية ترسم معالم نظرية للإجابة عن مثل هذه الأسئلة وباستخدام استراتيجية نمذجة من الأعلى الى الأسفل ترسم علاقات بين الكلمات ونتاجات النظام اللغوي الأخرى في الدماغ في محاولة للكشف عن صفات النظام نفسه وبما إنه يتجاوز ما أتت به اللغويات المبكرة بكثير، فإنه يطالب بإقرار ثلاثة متطلبات معقولة أساسية للوصول لنظرية عصبية إدراكية ممكنة، وهي متطلب تجريبي وتطوري وعصبي ينبغي على النظرية أن توضح كيف يمكن للنظام اللغوي أن يعمل في كل من الكلام والإدراك وكيف يمكن للأطفال أن يتعلموه وكيف يمكن تصور وجوده في البنى العصبية، وعلى غير شاكلة النظريات التي تترك اللغويات معزولة عن العلوم الأخرى تبني الشبكات الدماغية جسراً بينها وبين علم الأحياء.‏

الشبكات الدماغية ذات فائدة مرجوة لكل من علماء الإناسة واللغويات والأعصاب وأطباء الأعصاب والفلاسفة وعلماء النفس وأي شخص آخر مهتم في اللغة أو الدماغ.‏

الكتاب تأليف: أ.د سدني لامب - ترجمة: أ.د محي الدين حميدي - صادر عن وزارة الثقافة 2009 في 520 صفحة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية