تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مشـــاكسات فضـــائية

فضائيات
الأربعاء 24-6-2009م
هفاف ميهوب

على العشاء

إنه البرنامج الذي عرضته قناة الشرقية فجعلت لعاب المشاهد يسيل بعد أن دغدغت لديه الشهية بتلك المائدة العامرة بشتى أنواع اللحوم والمأكولات العراقية،‏

إضافة إلى سلال الفاكهة الاستوائية وغير الاستوائية، ناهيك عن كؤوس العصير التي منها الطبيعي والباقي بنكهات فضائية.‏

أما عن موضوع البرنامج فلا أعتقد أن أحداً سمعه أوفهمه، ذلك أن الالتهام كان أشد تأثيراً من الطعام، لتعلو بعدها أصوات الملاعق في الصحون، يليها الضحك على الذقون، ما أجج لدى المواطن الفقير كل مايملك من شجون.‏

إذاً، هل هي طريقة مبتكرة لإعادة الإحساس إلى كل جائع تعطلت لديه الشهية أم إنها فتوى فضائية هدفها القضاء على عافية المشاهد البصرية التي ازدادت حدتها من كثرة عرض البرامج التي تتسول الحياة دون أن يعبرها أعمى متخم بالمناصب أي أهمية؟‏

بعيداً عن الكلام‏

هو عنوان فيلم وثائقي صامت، شاهدنا على قناة العربية لقطات منه وكانت بطلته -الموسيقا- لنعاود فنشاهد على أكثر من فضائية مصرية فيلماً آخر بمنتهى الحقيقة.‏

أحداثه تحت قبة البرلمان وأبطاله نواب على القيم أعلنوا العصيان ليقوم كل واحد منهم برشق زميله بالعديد من الشتائم والألفاظ البذيئة، ما استدعى أن يسارع مقدم كل برنامج في تلك الفضائيات لاستضافة النواب الأبطال الذين لم يتوقفوا حتى في الاستديو عن التراشقات القبيحة..‏

أخيراً، وبعد ضوضاء الحوار والمعارك الكلامية التي أصابت المشاهد المسكين بالدوار انتهى فيلم النواب الشتام الأشرار- لتبقى الموسيقا التي انتصرت على لغة الشجار تعزف الأسى، حزناً على المواطن الذي ذرف مصيره صامتاً، وتاركاً لهكذا سادة الرأي والقرار- بل حياته التي باتت على كف الاستهتار.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية