تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الاستيـــــطان .. ومصداقية واشنطن

حـــدث وتعــليـق
الأربعاء 24-6-2009م
محرز العلي

ماتقوم به سلطات الاحتلال الاسرائيلي في القدس والناصرة وحيفا ويافا والبروة من اعمال عدوانية والمتمثلة بهدم منازل المقدسيين ودفعهم للنزوح من المدينة وبيع أملاك الفلسطينيين المهجرين

إلى المستوطنيين اليهود والسماح ببناء الحظائر على أنقاض المقابر الاسلامية والمسيحية يشكل تحدياً لكل الشرائع السماوية وقرارات الشرعية الدولية التي تمنع بصورة قاطعة مصادرة الأملاك بعد انتهاء الحروب.‏

هذه الأعمال العدوانية وتخصيص 250 مليون دولار لبناء المزيد من البؤر الاستيطانية على حساب الأراضي الفلسطينية المحتلة يعتبر رفضاً قاطعاً للسلام العادل والشامل ونسفاً للجهود الدولية المبذولة لاخراج عملية السلام من المأزق الخطير الذي وصلت إليه بسبب التعنت الاسرائيلي وتحدياً لارادة المجتمع الدولي وادارة أوباما التي طالبت بحل الدولتين ووقف الاستيطان.‏

إمعان اسرائيل في مواصلة سياسة الترانسفير والاستيطان الذي ابتلع أكثر من 60 بالمئة من أراضي الضفة الغربية المحتلة وتجاهل حكومة نتنياهو المتطرفة لقرارات الشرعية الدولية التي تحقق تسوية عادلة وشاملة للصراع العربي الاسرائيلي يعيد المنطقة إلى مربع الحروب والتوتر وتضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه كيان يستهتر بإرادته ويجر المنطقة إلى حروب كارثية ستكتوي بنيرانها شعوب المنطقة وتهدد الأمن والسلم الدوليين.‏

كما أن تعنت نتنياهو ورفضه وقف الاستيطان وتخصيص مبالغ طائلة للاستمرار في فضح الاراضي الفلسطينية وسرقتها يشكل تحدياً لمصداقية إدارة أوباما التي طالبت بوقف الاستيطان الأمر الذي يتطلب من هذه الادارة إذا كانت فعلاً جادة في تحقيق السلام في المنطقة والذي تعتبره مصلحة أميركية ترجمة الأقوال إلى أفعال عبر الزام اسرائيل بمتطلبات السلام وإنهاء الاحتلال قبل أن تفقد مصداقيتها وتنزلق أمور المنطقة باتجاه الأسوأ.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية