|
دمشق والاوبئة ولاسيما أن الاحصائيات تشير الى أن عدد المتعاطين في العالم تجاوز 400 مليون انسان في الوقت الذي يجني فيه تجار هذه السموم ما يقارب 700 مليار دولار سنويا جراء ترويجهم وتجارتهم بهذه السلعة التي تفسد الاجيال0 وقال اللواء احمد الحوري مدير ادارة مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية في لقاء مع سانا بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف السادس والعشرين من الشهر الجاري: ان سورية من البلدان الخالية تماما من زراعة وانتاج المخدرات بأنواعها كافة الا أن موقعها الجغرافي فسح المجال لعبور هذه المادة منها من دول الانتاج الى دول الاستهلاك ما حدا بالسلطات المختصة الى اتخاذ جملة من الاجراءات التي من شأنها الحد والقضاء على هذه الظاهرة وكان أبرزها صدور القانون رقم 2 لعام 1993 المعروف باسم قانون المخدرات الذي وضع الاسس والتدابير التي يتم التعامل معها في مجال المخدرات حيث نص على تشديد العقوبات بحيث تصل الى حد الاعدام بحق كل من يزرع نباتات مخدرة أو يصنع مواد منها بطرق غير مشروعة اضافة الى المتاجرين بها0 واشار اللواء الحوري الى ان هذا القانون انطوى ايضا على نظرة انسانية تجاه المتعاطي أو المدمن واعتبره انسانا مريضا أوجب على المؤسسات المعنية علاجه وتقديم المساعدة له للخلاص من معاناته وبشكل سري دون تعريضه للمساءلة القانونية في حال تقدم من ذاته أو من قبل أحد ذويه حتى الدرجة الثانية للعلاج موضحا ان الاستشفاء يكون سريا ومجانيا تشجيعا للمدمنين لمراجعة المصحات والمشافي المخصصة للعلاج0 ولفت الى انه وبموجب هذا القانون تم أيضا احداث اللجنة الوطنية لشؤون المخدرات برئاسة وزير الداخلية وعضوية عدد من معاوني الوزراء المعنيين بأمور المخدرات ورؤساء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية مهمتها وضع السياسة العامة المتعلقة بالمخدرات وتنسيق التعاون بين مختلف الجهات المعنية داخل سورية ومع الجهات المماثلة عربيا ودوليا لوضع خطط الوقاية والعلاج0 كما انبثقت عن هذه اللجنة لجنة اعلامية تعنى بوضع برامج التوعية والتعريف باخطار المخدرات وانتاج الافلام واستخدام الوسائل المتاحة لنشر الوعي وتكوين حصانة اجتماعية قائمة على العلم والقناعة الذاتية0 وفيما يخص التعامل مع المتعاطي بين مدير ادارة مكافحة المخدرات ان المادة 43 من قانون المخدرات اجازت للمحكمة عند حكمها على من حاز أو اشترى أو تسلم أو نقل مواد مخدرة بقصد التعاطي والاستعمال الشخصي في غير الاحوال المرخص بها قانونيا أن تأمر بوقف تنفيذ العقوبة وإيداع من يثبت ادمانه على تعاطي المواد المخدرة في احد المصحات على أن يكون الافراج عنه بعد شفائه تماما بقرار صادر عنها بناء على اقتراح من لجنة مختصة بالاشراف على من اودعوا بهذه المصحات 0 واشار اللواء الحوري الى ان وزارة الداخلية تولي اهتماما بالغا بموضوع مكافحة المخدرات حيث أحدثت ادارة خاصة بها عام 1996 ووفرت لها المتطلبات ومساعدات تنفيذ الخدمة وقامت بإعداد ضباط وعناصر متخصصين تم تأهيلهم عبر اخضاعهم لدورات تدريبية خارجية وداخلية اضافة الى أنه تم تجهيز مبنى جديد مخصص لها جهز بأحدث التقنيات الحديثة من مخابر وقاعات تدريس وتدريب وأجهزة مختلفة خاصة بالمخدرات0 كما لفت الى ان سورية تسهم من خلال المكتب العربي لشؤون المخدرات التابع لمجلس وزراء الداخلية العرب في الحد من الانتشار والاتجار بهذه الآفة ضمن الوطن العربي عبر تبادل المعلومات والاتصالات وتفعيل التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة بهذا الخصوص اضافة الى أنها اسهمت في اعداد مشروع القانون العربي الموحد للمخدرات ووقعت على الاتفاقية العربية لمكافحتها وتشارك بشكل فعال في عمليات التسلم والمراقب مع عدد من الدول العربية ما ساعد الى جانب عوامل اخرى منها الارث الاخلاقي والرادع الديني والنظرة الدنيا للمتعاطي في انخفاض نسبة المدمنين فيها حيث لا تتجاوز هذه النسبة 300 شخص بالمليون بحسب اخر الاحصائيات، 95 بالمئة من هؤلاء من أرباب السوابق والمنحرفين أخلاقيا والباقون من فئات مختلفة 0 وقال : ان سورية وقعت من خلال منظمة الامم المتحدة على الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بالاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية وكانت احدى الدول الفاعلة في وضع مقررات الاعلان السياسي لعام 1998 الذي انعقد على مستوى رؤساء الدول في الامم المتحدة من اجل موضوع مكافحة المخدرات والتي كان أهمها العمل على خفض الطلب على المخدرات وجعل العالم نظيفا منها بحلول العام 2008. واضاف ان اخر احصائية للمواد المخدرة المضبوطة في سورية بينت أن الاجهزة الامنية المختصة في وزارة الداخلية والجهات الاخرى وفي مقدمتها ادارة المخدرات وفروعها بالمحافظات تمكنت خلال العام 2008 من ضبط ومصادرة 911.5 كغ من الحشيش المخدر و 47 كغ هيروئين و 150كغ كوكائين و 11.798.738 حبة كبتاغون مخدر و 390 ليترا من انهدير الخل و 357.369 مليون حبة مخدرة مختلفة الانواع و 22 ليترا من زيت الحشيش0 اما عدد القضايا المتعلقة بموضوع المخدرات فقد وصل خلال العام نفسه الى 4745 قضية في الوقت الذي وصل فيه عدد المتهمين في هذه القضايا الى 7296 متهما0 وخلال النصف الاول من عام 2009 بينت الاحصائيات أنه تم لغاية الاول من الشهر الجاري ضبط ومصادرة 822 كغ حشيش مخدر و 26 كغ هيروئين و 335 غرام كوكائين و 52 غرام افيون و 321 كغ قنب هندي و 196 ليترا من اسيد انهدير الخل و 9.757.140 حبة كبتاغون و 61138 حبة مخدرة متنوعة و 487 كغ من المواد الاولية التي تدخل في صناعة المخدرات 0 كما وصل عدد القضايا خلال هذه الفترة الى 2480 قضية وعدد المتهمين فيها الى 3826 متهما0 وحول خطورة الادمان والعوامل التي تسهم في دفع فئة الشباب التي تعد الفئة الاكثر تعرضا له اوضح اللواء الحوري ان معظم الذين وقعوا ضحية هذه الآفة من الشباب دفعهم في المرتبة الاولى حب التجربة فالبداية تبدأ بـ«شمة» من قبيل التجربة وان معظمهم تأثر برفاق السوء اضافة الى ان عددا اخر منهم هم من الذين سافروا للخارج حيث ادت سهولة الحصول على المخدرات في بلدان اغترابهم لوقوعهم ضحايا للادمان مشيرا الى انه توجد مثلا جرعة من الهيرويين تسمى الجرعة القاتلة يأخذها المتعاطي كربع غرام أول مرة وبعدها نصف غرام لتصبح بعد ذلك هذه الكمية غير كافية ويتطلب المدمن كمية اكبر ما يسبب له توقف القلب المفاجىء وتكون الوفاة خلال اقل من دقيقة في اغلب الحالات0 واضاف ان أكثر من 70 بالمئة ممن وقعوا في الادمان تعاطوا المواد المخدرة دون أن يعرفوا حقيقتها وخاصة ان الغالبية العظمى من هؤلاء هم من مستوى متوسط او دون المتوسط تعليميا 0 |
|