تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بـريــــق العلــــــم والعمـــل



شباب‏
الاربعاء 24-6-2009م‏
هزار عبود‏

رغم النظرة السائدة عن جيلنا بأنه جيل العصرنة والسرعة والانبهار بالغرب وما إلى ذلك .. إلا أن تلك النظرة لا تعمم على الجميع.‏

وهناك شريحة كبيرة من شبابنا اختارت لنفسها مسارا آخر جمعت فيه العلم والعمل رغبة منه في تحقيق هدف ما.‏‏‏

وما دفعني لوضع هؤلاء في دائرة الضوء لعل شبابنا يستفيدون من تجاربهم، ومن هؤلاء شاب يعمل في أحد مقاهي دمشق إلى جانب دراسته الجامعية، يصول ويجول بين الزبائن لتلبية طلباتهم، رغم أنهم في مثل سنه إلا أن هذا لايؤثر عليه. وعن تجربته يحدثنا رامي:‏‏‏

إنني أدرس الأدب الانكليزي وأحب هذا المجال الرحب كثيرا ولدي رغبة في أن أقيم دارا لترجمة أكثر الكتب قيمة في العالم.‏‏‏

وأعمل هنا ليس فقط من أجل حلمي بل لأدعم نفسي ماديا وأكمل دراستي دون أن يتحمل أهلي أعبائي.‏‏‏

كما أن مجال دراستي ساعدني كثيرا في عملي وسهل علي التعامل مع مرتادي المقهى من السياح ومن خلال تجربتي أتمنى لشبابنا أن يخوضوا تجربة الاستقلالية والاعتماد على النفس ليس فقط في أفكارهم وتصرفاتهم بل بكل شيء.‏‏‏

فالعمل يعطي قيمة للشاب والفتاة ويجعلهما على معرفة مباشرة بهذا العالم المملوء بالتحديات الصعوبات وهنا للإرادة دور كبير في إكمال طريقهم لتحقيق أحلامهم عتاب عيسى طالبة رياض أطفال وتعمل في أحد المحال التجارية تقول:‏‏‏

في الحقيقة أنا أعمل منذ زمن ولأن نمط عملي سهل فكرت في استثمار وقتي وتحقيق حلمي بدخول الجامعة وتخصصت قسم رياض أطفال لمرونته وخوضه في عالم جميل ألا وهو الطفولة.‏‏‏

فجميل أن تعمل وتعتمد على نفسك ولكن الأجمل أن تدعم ذلك دراسة أكاديمية تدفعك للأمام.‏‏‏

قد نفكر بالعمل من الناحية المادية لكونها الأساس ولكن عند خوضنا له يأخذنا في اتجاهات أخرى كأن تعرف كيف تتعامل مع الآخرين مع اختلاف مزاجياتهم ومعتقداتهم، بالإضافة إلى خوض تجارب قد تكون قاسية أحيانا لكنها تبقى درساً مهما من دروس الحياة وهوما أكده أحمد طالب في كلية الحقوق حيث قال: في المرحلة الجامعية نحس وكأننا نعيش في المدينة الفاضلة لأفلاطون ونعتقد أننا سنعمل في اختصاصنا ونصل إلى مراكز عليا ،نحلق في أحلامنا إلى أبعد من ذلك لكن سرعان ما يحدث شرخ كبير بين الواقع والأحلام.‏‏‏

فأنا مثلا أعمل في فترة الصيف وجربت الكثير من المصالح التي أكسبتي خبرة كبيرة في كيفية التعامل مع الناس على اختلافهم وخاصة الذين يحاولون إفشالك، فباعتقادي أن العلم وحده لا يوصلك إلى ما تصبو إليه بل يدعمه ذكاؤك ومهارتك الاجتماعية.‏‏‏

كما أن ظروف العمل الآن بالنسبة لشبابنا صعبة للغاية فحتى الأعمال البسيطة التي قد يترفع عنها معظمهم أصبح متقنوها من خريجي الجامعات إضافة إلى تطور الحياة وما يوفره الآن الانترنت ،هذا العالم الواسع بحد ذاته من خدمات في هذا المجال حيث يوجد العديد من المواقع التي توفر فرصا مريحة يستطيع فيها الطالب أن يوفق بين العمل والدراسة مثلا كموقع معرض التدريب والتوظيف بالإضافة إلى نشوء عدد من المشاريع تحمل اسم شباب لمساعدتها أو حتى تمهيد الطريق لهم.‏‏‏

دانيا العشي وهي مديرة الاعلام لمشروع شباب تقول لنا: نحن نحاول دعم الشباب في بدء تكوين عملهم الخاص والحقيقة أننا نسعى من خلال مشروعنا عيادات العمل إلى وضع خطة لتهيئة الشباب للقيام بأعمال بسيطة وصولا إلى هدفهم وطموحهم.‏‏‏

ولكن حتى الآن لم تواجهنا مثل هذه الحالات لأننا نتوجه إلى طلاب الثانوي و المعاهد المتوسطة لتعرفيهم على عالم الأعمال.‏‏‏

نحن في مشروع شباب نعمل على تحقيق عدة أهداف أساسية كتطوير المهارات الأساسية وخلق انطباع ايجابي عن عالم الأعمال ودعم ثقافة ريادة الأعمال واكسابهم الخطوط العملية لبدء مشروعهم الخاص.‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية