تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ما بعد التخرج.. على المعلومات التخصصية السلام

شباب
الاربعاء 24-6-2009م
هند دمر حمودي

هل أجمل الأحلام تكون خلال الدراسة الجامعية خاصة إذا كان الشاب أو الفتاة يدرسان تخصصا يحبانه..

غير أن التخرج والتوجه إلى سوق العمل ربما يكون الصخرة التي تصطدم بها أحلام المتخرج أو المتخرجة.. فتصمد تلك الأحلام أو تتفتت لهول الصدمة وتتناثر أشلاء وتصبح أثرا بعدعين.‏

على المعلومات السلام‏

التحقت هناء شاهين بكلية الآداب قسم علم اجتماع وكانت تتوقع أنها مشت في أقصر الطرق وأكثرها اماناً للحصول على الوظيفة.. لكنها سرعان ما وجدت نفسها بأنها ليست أسعد حظاً و لا أحسن حالاً من باقي خريجي الكليات الآخرى، خاصة أن العديد من الجهات لم تقبل بتوظيفها بحجة عدم وجود شواغر مناسبة لتخصصها الدراسي كمرشدة اجتماعية.. هناء وبعد مرور أكثر من عام حصلت على وظيفة ادارية في احدى الدوائر الحكومية وتعلمت متطلبات المهنة وكيف يمكن أن تكون ادارية ناجحة قادرة على تحمل المسؤولية.. والآن ليست نادمة لعدم عملها في مجال تخصصها الدراسي لأنها لا ترغب في العمل كمدرسة لأن حلمها وطموحها أن تكون مرشدة اجتماعية وسأحقق ذلك إن شاء الله..‏

وتعتقد هناء أن الخطورة ليست محصورة في العمل بمجال بعيد عن التخصص لكنها تشمل الآثار التي تترتب على ابتعاد الخريجين عن مزاولة المهنة التي أمضوا سنوات في دراسة متطلباتها، إذ يصبح هنا على المعلومات التخصصية السلام.‏

حسابات عكس كشوفات الواقع‏

واختارت سهير بدر دراسة الهندسة- تخصص ميكانيك- وكانت أحلامها كبيرة وطموحها عظيم لأن ابواب فرص العمل ستكون عديدة بسبب أهمية التخصص وقلة عدد الخريجات فيه.. لكن حسابات الأحلام لم تتفق مع كشوفات الواقع.. وانتظرت سهير عاماً كاملاً بعد الحصول على الإجازة في الهندسة لكنها فشلت في العثور على وظيفة تلائم تخصصها الدراسي ،ما اضطرها للعمل في شركة متخصصة في صيانة وبيع الأجهزة الالكترونية، وتضيف سهير قائلة: وعند سؤال الجهات المعنية عن امكانية الحصول على وظيفة تتناسب ومؤهلاتي العلمية كان الجواب باستمرار النفي بحجة أن اختصاص هندسة الميكانيك بحد ذاته لا يتناسب مع كوني فتاة وكذلك بسبب عدم وجود شواغر أيضاً.. وإلى اليوم لم يمت الطموح في نفس سهير التي لاتزال تأمل في العمل في مجال تخصص اختارته عن رضا وقناعة..‏

عدم إضاعة الفرصة‏

كما اختار مؤيد برقاوي دراسة العلوم الطبيعية وبذل ما في وسعه للتفوق والنجاح أملاً في استكمال دراسته العليا.. ويقول: كنت آمل في الحصول على الوظيفة لكن ذلك لم يتحقق بسبب عدم وجود شواغر وقد دفعني ذلك لإعادة برمجة حياتي فحصلت على دورات متنوعة في الكمبيوتر واللغة الانكليزية شكلت اساساً جيداً لالتحاقي بأي عمل في مختلف القطاعات.. ويكشف مؤيد عن تفاؤل ذاتي مثير للإعجاب بقوله: إن الإنسان قادر على التكيف مع الظروف واثبات وجوده إذا شعر بالحب والانتماء للعمل الذي يقوم به وإذا أدرك أن عليه عدم اضاعة الفرصة التي تتاح له بحجة أنها لا تتناسب مع تخصصه الدراسي.. كما أن على الإنسان اعتبار الفرصة المتاحة مدخلاً للانطلاق إلى حياة جديدة.‏

ودرست سلمى مالك الاقتصاد وكانت سعيدة بذلك لأنها بطبيعتها اقتصادية تحب استخدام الأسلوب العلمي في دراسة وتحليل القضايا الاقتصادية في المجتمع.. وتعمل سلمى حالياً كمدرسة في إحدى المدارس الخاصة وتعترف بالفرق الشاسع بين عملها وشهادتها الاختصاصية ولكنها تشير إلى أن عملها الحالي أكسبها مهارات التعامل مع الآخرين من خلال الأنشطة المختلفة التي تنفذها في المدرسة.. وعلى الرغم من النجاح الذي تقول: إنه تحقق في عملها الحالي فهي تعتبر أن سعادتها تكمن في العمل ضمن مجال اختصاصها الذي يرضي طموحها وتحقق أهدافها وتأمل أن يتحقق ذلك قريبا قبل أن فوات الأوان..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية