تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في رحلة البحث عن هوية

شباب
الاربعاء 24-6-2009م
آنا عزيز الخضر

ابداعات في مجالات عدة مبادرات خلاقة، سعي إلى التمسك بالأفضل، هذا بعض ما نجده عند شبابنا، حيث الرغبة بالعمل والنجاح والسير إلى مستقبل متميز ،

رغم اتهامهم أنهم بلا هدف ولا هوية، فكيف يمكن لشبابنا أن يصوغوا هويتهم وسط المتناقضات التي يعيشونها ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وخاصة أن أزماتهم بالحصول على الفرص تتصاعد في كل مجالات حياتهم؟ تؤكد آراء العديد منهم ممن يملكون الهاجس والطموح إلى أن المعطيات الواقعية لاتشجعهم إذ تقول دعاء ديوب: قد تكون لي حريتي في بعض الأحيان وأعبر عن مواهبي لكن تبلور هويتي وهوية أبناء جيلي من الشباب أمامها صعوبات كثيرة ونحن لا نستغرب ذلك، فلا اهتمام ولا دعم، فنحن إذا أردنا التحدث بمجال علاقة بالثقافة فيما بينما كشباب يعتبره البعض «طق حنك» وليس له معنى وهؤلاء الشباب ليس لهم ذنب في هذا التهرب لأن ذلك يعود لقلة التوعية والثقافة، فحتى تلفزيوننا الأكثر اهتماما وجدية لا نرى فيه برامج ثقافية وشبابية فكيف تتبلور أمالنا وطموحاتنا وأهدافنا في بوتقة واحدة، وما يحصل إن تواجدت عند أحدنا المبادرة يغيب التشجيع ، مثلا أنا شابة نشيطة في النادي الإعلامي الشبابي، وأكتب بشكل دائم لأعبر عن نفسي وهمومي لكن لا أحد يقرأ لي ولا أحد يدعمني فكيف أطور من نفسي وبأي سياق سأتقدم؟‏

هؤلاء الشباب لديهم الرغبة الحقيقية بالانطلاق وخلق الهوية الخاصة بهم، لكن مصاعب كثيرة تتربص بهم من دون أن ننسى الظروف الاجتماعية منها، لتبقى تلك الهوه أبدية بين الأجيال وكأنه لا يمكن ردمها، فهل هو الخوف عليهم أم أن تلك الإشكالية تنبع من الموروث الاجتماعي كما تقول آلاء ديب : كيف أتمكن من خلق هوية تجمعني مع أبناء جيلي طالما هناك معوقات على أبسط المستويات، فحتى المعسكرات الإنتاجية التي تقيمها الشبيبة ينظر إليها الأهل نظرة خاطئة كونها مختلطة رغم فائدتها، وهذا يتعلق بمفاهيم وعادات قديمة، فماذا نتوقع من شاب لا يمكنه أن يبدي رأيه وحتى أنا كفتاة ممنوع علي التأخر حتى بعد السادسة، هذا عدا اتهامنا باللامسؤولية، صحيح قد يكون هذا حرصا إلا أنه عندما تزيد الأمور عن حدها تصبح مؤذية، وكل ذلك سيؤثر على الشاب وحياته وشخصيته وآرائه وهويته.‏

تحضر التناقضات أيضا بين من يحصل على الفرص وآخر يفتقدها ولا نستغرب عندئد عدم تبلور هوية خاصة بالشباب، فالأزمة أيضا هي في إتاحة الفرص وليست من معطيات الإبداع لديهم، كما يؤكد الشاب أيهم أحمد: الشباب هم منبع العطاء وأي انجازات متميزة هم من يصنعونها، فعندما تتهيأ الفرص يصنعون المعجزات على مستويات عديدة ، مثلا كأن نسمع عن شاب بعمر 16 سنه ينجز ثاني فيلم له يهتم بمرحلة الشباب وهو عمر حاتم علي، بنفس الوقت نرى عروضا مسرحية لشباب جامعيين أيضا تعبر عن طموحنا كشباب لذلك عندما تتاح الفرص أمام الشباب سينعكس ذلك على تفكيرهم وانتاجهم وطموحهم في الحياة.‏

وعندها يترسخ تقديرهم لذواتهم ويشعرون بهوية واضحة لهم ويستمرون في النجاح.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية