تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الموتــــــى

رؤيـــــــة
الاربعاء 24-6-2009م
سوزان ابراهيم

لا زالت جامعاتنا مستغرقة في الحديث عن الموتى، عبارة قالها أكاديمي في ندوة نقدية، فمازالت رسائل الماجستير والدكتوراه في كليات الآداب تنقب في تركة الراحلين مع موافقتنا على عظمة وأهمية ما بقي منهم،

ولكن ماذا عن أدباء وشعراء رسموا معالم طرق أخرى، لأزمنة أخرى، وجماليات أخرى، وكل ذنبهم أنهم أحياء يتنفسون هواء الحاضر ونحن مسحورون بهواء الماضي!‏

في تلك الندوة عينها قال أكاديمي آخر بفرح وتحد: ثمة مقرران لطلاب ماجستير الدراسات الأدبية والنقدية لهذا العام، كما أن جميع البحوث بلا استثناء في مقرر مناهج البحث تدور حول شعراء حمص، وجميع البحوث في الدراسات النظرية والتطبيقية في الشعر العربي المعاصر والحديث هي عن نقاد حمص، وسيكون لدى جامعة البعث عملان كبيران عن شعراء ونقاد المدينة مع نهاية 2009.‏

ويزف شاعر عتيق خبر وجود رسالتي ماجستير في شعر ممدوح السكاف ونزيه أبو عفش.‏

لعل في ذلك بعض إجابة على سؤال مازال يتردد منذ وقت: لماذا لا تهتم الجامعات السورية بنتاج مبدعينا؟‏

لكن ثمة من رغب بعدم تخصص جامعة بعينها بشعراء المدينة التي تنتصب فيها، إذ لا بد من دراسة أدباء سورية كلها ممن يشكلون علامة فارقة في المشهد الثقافي والأدبي.‏

هنا يحق لنا أن نسأل عن مصير الرسائل الجامعية التي أنجزت عبر سنوات طويلة وبقيت حبيسة الحرم الجامعي، مبتعدة عن أهم رسالة ينبغي للجامعة تحقيقها، وأعني ذلك الشعار الذي طرح حول ربط الجامعة بالمجتمع، أين هو كل ما أنجز تحت هذه المقولة؟‏

من المسلم به أن الأدب العظيم لا يموت، وكذلك الأدباء والشعراء النابغون، فلهولاء حياة غير منتهية الصلاحية، بل لهم حيوات أخرى عابرة للأزمان، ومع ذلك يستحق الكبار ممن ملكوا جواز عبور الخلود- ولازالوا بيننا- فسحة من وقت واهتمام ودراسة.‏

suzani@aloola. sy‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية