تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ميلـر: الحياة قبل وبعد مارلين

ثقافة
الاربعاء 24-6-2009م
عن الهيرالدتريبيون- ترجمة: ليندا سكوتي

أعد الناقد المسرحي كريستوفر بيغسباي كتاباً عن حياة الكاتب المسرحي الأمريكي آرثر ميلر بعنوان : «آرثر ميلر: 1915-1962» ويقع الكتاب في 739 صفحة.

بقلم: دايت غارنر‏

لم يسبق لآرثر ميلر أن التقى مع مارلين مونرو قبل عام 1951، حيث بلغ الخامسة والثلاثين من عمره، واكتسب شهرة واسعة إزاء ما قدم من مسرحيات لاقت استحساناً كبيراً من الجمهور والنقاد، مثل مسرحية «كلهم أبنائي» و«موت بائع متجول» تلك المسرحية التي فازت بجائرة بيرليتز وجائرة توني وجائزة دائرة نقاد الدراما بنيويورك، وقد شرع في ذلك الحين بكتابة مسرحية «المحنة» أما مارلين مونرو فقد كانت في الرابعة والعشرين من العمر ممثلة مغمورة تسند إليها بعض الأدوار الثانوية في الأفلام السينمائية.‏

ثم مالبث أن حصل لقاء آخر في حفل هوليودي أقيم احتفاء به، حيث تقاطرت عليه النساء آخذات بالتقرب والتودد منه، وكتب ميلر عن هذا اللقاء أن منظر السيدة مونرو في ذلك الحفل كان مثيراً للدهشة والاستغراب إزاء الملابس الضيقة جداً التي كانت ترتديها، لكنها كانت أجمل من وجد في ذلك الحفل.‏

لم تمض مدة قصيرة حتى حدث لقاء آخر بينهما أربكهما معاً، وقد شبهته مونرو بالماء البارد الذي يصب على المصاب بالحمى، لكن ميلر ذا الشخصية المميزة والقامة المديدة عاد بعد هذا اللقاء إلى حياته العادية في نيويورك، في حين أخذت مونرو تعد العدة للزواج من جو ديماغوجي، ومضت عدة سنوات قبل أن يلتقيا ويتزوجا في عام 1956.‏

لم يسهب كريستوفر بيغسباي بالحديث عن زواج مونرو وميلر المنتهي بالفشل الذي قادها بها إلى تعاطي المخدرات والسلوك العصبي، وأبعد ميلر عن الكتابة وقد روى الكاتب السيرة الذاتية لميلر خلال الفترة من 1915 حتى 1962، وأشاد بالمظهر الخارجي لمونرو وفتنتها وجمالها وبذلك مرت حياة ميلر الطويلة في مرحلتين الأولى ماقبل زواجه بمونرو والثانية بعدها.‏

سبق أن كتب ميلر سيرته الذاتية في كتاب سماه «تايمبندس» الذي حقق انتشاراً واسعاً وكتب مارتن غوتفريد عن تلك السيرة بكتاب صدر عام 2003 لكن ماذكره بيغسباي، الأكاديمي البريطاني، جاء متميزاً عما كتبه غيره ذلك لأنه دعمه بوثائق مهمة ومخطوطات تمكن من الحصول عليها قبل وفاة ميلر، وقد عرض في هذا الكتاب تحليلاً ثقافياً للأحداث، وفي كل الأحوال فإن ما كتب عن قصة حياة ميلر لم يتغير في خطوطه العريضة، وهي بذات الدرجة من الروعة لدى الكاتبين.‏

ورد في كتاب بيغسباي أن ارثر ميلر هو الولد الثاني بين ثلاثة أولاد لوالد ثري هاجر من بولندا، وكان رجل أعمال مشهور جداً يمتلك شركة لإنتاج الملابس النسائية يعمل بها أكثر من 400 عامل، ويتم توزيع انتاجه في كافة أنحاء البلاد.‏

وكان لديه بيت في منهاتن، وبيت صيفي في فار روكواي ، وسائق خاص لسيارته لكن الكساد الذي أحاق بالبلاد ذلك الحين، واستثمار أمواله في البورصة، أديا إلى خسائر جسيمة وأفقداه كل مايملك ودفعا به لترك مدينته والإقامة في بروكلين، حيث اضطر ميلر للعمل إضافة إلى متابعة الدراسة كي يتمكن من تأمين الخبز للعائلة.‏

على الرغم من اهتمام ميلر بالنشاط الرياضي، فقد التحق بجامعة ميشغان وباشر بكتابة المسرحيات، وأعطى جل اهتمامه للسياسة الراديكالية، الأمر الذي دعا للتحقيق معه بشأن مايحدث من نشاطات شيوعية، علماً أن الواقع يؤكد أنه لم ينتسب إلى الحزب الشيوعي.‏

بعد تخرجه من جامعة ميشغان عام 1938، عاد إلى نيويورك حيث كتب عدة مسرحيات إذاعية، وتزوج في عام 1940 من زميلته في الدراسة ماري سلاتري.وقدم مسرحيته الأولى «الرجل المحظوظ» التي عرضت في برودواي وتعرض لنقد لاذع من النقاد، الأمر الذي أدى إلى إيقافها بعد أربعة عروض فقط وفي عام 1944 كتب مسرحية «كلهم ابنائي» التي حازت على جائزة دائرة نقاد الدراما بنيويورك.‏

وفجأة عادت مونرو للظهور في حياة ميلر(وكانت في حينه مطلقة بعد زواج فاشل من ديماغوجي استمر تسعة أشهر) في الوقت الذي كان يخضع به للتحقيق حول النشاطات المعادية لأمريكا.‏

بهدف التفرغ لتقديم الإرشاد والنصح لها، أمضى عدة سنوات يعد كتابة الفيلم التلفزيوني «سيئو الحظ» الذي أخرجه جون هوستن، وأكسب مونرو شهرة كبيرة.‏

وفي عام 1961 حصل الطلاق وتزوج ميلر من المصورة السينمائية انج موراث التي التقاها أثناء التصوير.‏

بعد وفاة مونرو عام 1962، انهى بيغسباي كتابه حول السيرة الذاتية لحياة ميلر، دون أن يتطرق للمسرحيات الهامة التي قدمها بعد ذلك كمسرحية « بعد السقوط» التي صدرت عام 1964.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية