تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دعم صناديق الترويج.. وخفض التكلفة لمواجهة الضغوطات..السياحة تعيد النظر بميزانية أسواقها وسط توقعات تراجع الطلب

دمشق
اقتصاديات
الاربعاء 24-6-2009م
امل السبط

يشهد سوق السياحة مع بدء الموسم الصيفي- بداية سباق بين الوجهات السياحية لحرق الاسعار فيما بينها لاستقطاب السياح من مختلف انحاء العالم, وانتشالها من الركود المتوقع والمساعدة على تجاوز عام 2009 الصعب الذي قد يكون عام السياحة الرخيصة.

فبالرغم من تقليل البعض من حدة التطورات المتلاحقة في القطاعين المالي والصحي على السياحة, الا ان المؤشرات تؤكد ان الازدهار السياحي غير متوقع على الاطلاق هذا العام, حيث قللت وجهات سياحية عديدة من توقعاتها للنمو بسبب الآثار التي خلفتها الازمة المالية على كثير من الاقتصادات والافراد على السواء, ماحدا ببعض الدول اتباع حلول غير تقليدية للخروج من الازمة كالاعلان عن تذاكر طيران مجانية لزيادة مقاصدها, وتنظيم رحلات مجانية للاجانب المقيمين فيها.. وهناك دول قدمت حوافز مادية واعلانات لمنظمي الرحلات الكبار , لكن بقاءنا خارج خطط الدولة السياحية لمواجهة تأثير الازمة.. يطرح تساؤلات حول مسؤولية تنمية العمل السياحي وسط المتغيرات الاقتصادية العالمية.. وعن دعم صناديق الترويج السياحية المختلفة في ظل الطوارئ؟!‏

الأكثر صعوبــــة‏

لم تمر عملية الترويج والتسويق السياحي بعصر ذهبي كما تمر به الآن نظرا للانفتاح والاستقرار الاقتصاديين .‏

ويرى غسان شاهين عضو غرفة سياحة دمشق ان السوق السياحية تتحرك بصورة بطيئة خلال الاشهر الثلاثة الحالية, وهو ما يتطلب تعويض اي بطء خلال الاشهر القادمة عن طريق مواصلة الترويج السياحي بمفهوم آخر. واشار شاهين الى ان النصف الثاني من العام الحالي هو الاكثر صعوبة ومن الافضل اعادة النظر في علمية ترويج المنتج السياحي السوري من خلال تخفيض الاسعار معتبرا ان الاخير يسعر اليوم بأسس غير عملية سيما بعد ارتفاع تسعيرة الفيول والمازوت ايار العام الماضي والتي زادت بنسبة 355 % مما رفع اسعار الفنادق بنسبة 1500% الامر الذي ترك تداعيات سلبية على وكلائنا والمتعاملين مع المنتج السوري في الخارج.‏

واضاف شاهين: على الرغم من ان اسعار الفيول انخفضت اخيرا مع تراجع اسعار النفط غير ان تسعيرة المنتج السياحي لاتزال مرتفعة ولم يراع المتغيرات العالمية والاقتصادية وهذا ما يصنف المنتج السياحي السوري كمنتج عالي التكلفة ويفقده خاصية التنافس وسط هذه المتغيرات.‏

وينسجم هذا الامر مع كلام رئيس الغرف السياحية رامي مارتيني اذ يدعو الى اتخاذ خطوات عاجلة للتخفيف من تداعيات الموقف وتنفيذ بعض الاجراءات الاساسية لخفض التكلفة لجهة تخفيف جوانب الضغوط التي تواجه قطاع السياحة مشيرا الى أن تقديم المنتج السياحي بافضل صورة وتسويقه وترويجه في ظل الازمات يتطلب السعي الى تكامل جميع العناصر.‏

دعم الصناديق أولوية‏

وكما هو معروف يتألف المنتج السياحي السوري من خمسة عناصر اساسية فندق مطعم نقل دليل دخولية تشكل مجتمعة سعر مبيع المنتج السياحي في الخارج فإذا ارتفع سعر احد هذه العناصر فإن المنتج السياحي يرتفع سعر مبيعه باعتباره تابعاً لتسعير هذه العناصر.‏

وترى الفعاليات السياحية ان دعم صناديق الترويج السياحي المختلفة لعناصر المنتج السياحي تشكل اليوم اولى الاولويات في مواجهة الضغوطات وتستاء من تدخل وزارة السياحة في تسعير فنادق النجمتين والثلاث والاربع نجوم بينما لا تمتلك صلاحية التدخل في تسعير الفنادق الخمس نجوم علما ان الاخيرة شريكة في مثل هذه الفنادق وهو ما يسهم في الترويج لمنتج سياحي عالي الكلفة وبجودة ونوعية منخفضة.‏

إعــــــادة نظر‏

دفع الهبوط الاخير على خلفية الازمة في حركة السياحة للاسواق البعيدة وذات الانفاق الضعيف وزارة السياحة لاعادة دراسة اوضاع اسواقها في مختلف قارات العالم واعادة النظر بميزانية الترويج للاسواق المستهدفة بحيث يكون التأثر بالازمة اقل ما يمكن وتحقق ثباتها لتضمن بدورها استمرارية العمل كاسواق الخليج العربي واسواق اوروبا.‏

بيد ان البعض رأى ان ذلك لا يكفي لمواجهة توقعات تراجع حركة السياحة يجب ادخال تغيرات جذرية على الاساليب السياحية وايجاد انواع جديدة من السياح.‏

ويوافق نشأت صناديقي على هذا الامر ويشير الى ضرورة تقديم تسهيلات كبيرة للقادمين من دول الخليج هذا العام خاصة فيما يتعلق بالحصول على التأشيرات واسعار الطيران والفنادق المخفضة متوقعا ان تشهد السياحة القادمة من الخليج نموا.‏

ويشير صناديقي الى اهمية جذب انواع جديدة من السياح كسائح الشنطة الذي يأتي للسياحة وليس معه سوى حقيبة سفره لكن بطريقة جديدة فمع ادراك ان هذا السائح يبحث عن السفر الرخيص والاقامة الرخيصة بحيث يجري اغراء هذا السائح بالاماكن الجيدة ولكن تناسب قدراته المالية اي ان الهدف هو استغلال حب هذا النوع من السياح للسفر وتشجيعه على الاستمرار بل وجذب سياح آخرين على نفس الشاكلة.‏

من جانبه يوضح مارتيني ان السياحة الداخلية يجب ان تأخذ فرصتها في ظل الظروف الجديدة فتشجيع السوريين على القيام برحلات سياحية داخلية من شأنهم ان يساعدوا على دوران عجلة الاقتصاد.‏

بقي ان نقول :ان امام وزارة السياحة والفعاليات السياحية المختلفة اليوم فرصة انتقالية لتغيير فلسفة العمل السياحي ليكونوا على موعد مع الانتعاش والازدهار السياحيين والمتوقع بعد عام 2010.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية