|
|
ملحق ثقافي انتقل الشاعر ميخائيل كوزمين إلى بطرسبورغ، بعد وفاة والدته، وهناك أنهى تعليمه الثانوي، ودخل المعهد الموسيقي، ثم تركه بعد ثلاث سنوات، وتفرغ للتعلم الذاتي، حيث اختار أستاذاً لهذا الغرض هو غ. تشيتشيرين، الذي أصبح فيما بعد دبلوماسياً معروفاً في الزمن الروسي. نشر الشاعر كوزمين مساهمته الشعرية الأولى، ضمن صفحات «مجموعة خضراء» التي أصدرها ميرجكوفسكي عام 1905. وأصدر في العام التالي مجموعته الشعرية «أغاني الإسكندرية» التي تميزت بعبقها الإغريقي. وفي العام نفسه صدرت روايته «الأجنحة» التي طرحت الموضوعات الممنوعة المثيرة، محققة له شهرة وسمعة كبيرة. جاء ديوان الشاعر الثاني «شبكات» عام 1908، ليعزز شهرته في الأوساط الأدبية والفنية الروسية. وتميز هذا الديوان بشدة الاستمتاع الحسي بالحياة والفن، وأصبح بمثابة بيان لبرنامج جمالي يميز خصوصية الشاعر الذي يتغنى بروح الأشياء وتفاصيلها، وذلك على طريقة بوشكين. يصدر الشاعر كوزمين ديوانه «بحيرات خريفية» عام 1912، وفيه توارت الفكرة خلف ستار، وبدا شعره أقرب إلى الكلاسيكية الفرنسية وإلى الأغاني الإيطالية القديمة. وبرزت غنائية كوزمين في قصائده، وتميزت أشعاره بسهولة وسرعة الانتقال من الموضوع الأرضي إلى السماوي، ومن الدقائق الحياتية إلى الغيبية. وهذا مثّل جوهر قصيدته. ضمت أشعاره بعض عناصر التعبيرية والانطباعية والسريالية، معتمداً بذلك على لغة المونتاج، أي الصياغة على أساس المزج بين هذه الأساليب والاتجاهات. أعد الكثير من المواد التي تدرس في المسرح. أسس في بداية العشرينات حلقة شعرية سماها «الانفعاليين»، وأصدر بيان هذه الحلقة، عام 1924، في مقالة سماها «الانفعالية عنصر أساس في الفن». لكن، ورغم نشاطه الشعري، إلا أنه اقتنع أن أشعاره لم تعد توافق روح العصر، فاضطر للخروج من الساحة الأدبية، إلى أن توفي عام 1936. وما زال اسم ميخائيل كوزمين، من بين الشخصيات الحاضرة الشعر الروسي، والتي يشهد لها الكثيرون بالإبداع الفريد. okbazeidan@yahoo.com |
|
