|
ملحق ثقافي خلالها امتحان ثقافتهم العامة، عبر أسئلة محددة، تم فيها سؤالهم عن شخصيات بعينها، ثقافية وعلمية وفنية.. وكانت النتيجة مفزعة إلى حد بعيد، وتشير إلى خواء معرفي، لم يستطع أصحابه تجاوز المنهاج الدراسي، وإن فعلوا، فقد تجاوزوه في قضايا، أقل ما يقال عنها، بأنها تافهة وسطحية، لا تساعد على بناء شخصية مستقبلية يمكن الاعتماد عليها والركون إلى ما تقدمه للمجتمع، باستثناء شهادة تؤهل صاحبها لملء وظيفة شاغرة. تذكرت هذا التحقيق الذي مرت عليه سنوات طوال، بعد أن شاهدت مؤخراً فيلماً وثائقياً قصيراً بعنوان (ست دقائق- بطولة نانسي عجرم) استهدفت أسئلته شريحة من الطلاب الجامعيين وموظفين، وقد ذكرتني أجوبتهم على أسئلة معد البرنامج، بذلك الخواء الذي قرأته منذ نحو عقدين، ومن ذلك مثلاً، تم طرح الأسئلة التالية عليهم: 1-من هو مؤلف «رجال في الشمس»؟ 2-من هو أمل دنقل؟ 3-في أي عام انضمت إيران إلى جامعة الدول العربية؟ 4-ما هي الحدود البرية لقبرص؟ ومن المؤسف فعلاً أن غالبية الشريحة المستهدفة لم تعرف الإجابة على هذه الأسئلة، لكن المصيبة هنا، أن يضع بعض المستهدفين أعواماً معينة لانضمام إيران إلى جامعة الدول العربية دون أن يلحظوا أنها ليست دولة عربية أصلاً، أما الشاعر المصري الراحل أمل دنقل صاحب قصيدة «لا تصالح» الشهيرة، فقد أجاب بعضهم أنه مطربة صوتها رائع. وكذلك الأمر بالنسبة إلى جزيرة قبرص، بحيث ذكر بعضهم حدودها البرية مع ذكر الدول التي تحدها. الملفت للنظر، أنه كان من بين الأسئلة المطروحة السؤال التالي: من صاحب أغنية (آه ونص) فجاءت الإجابات صحيحة مائة بالمائة، وعرف جميع المستهدفين في الفيلم أنها المطربة نانسي عجرم. المشكلة أن فهم التعليم في الدول العربية، هو الحصول على شهادة، تمنح صاحبها مكانة اجتماعية، وإلا لما كان برأي هذه الشريحة أن رئيس الوزراء الإيطالي السابق برلسكوني لاعب كرة قدم، ولما كان نجيب محفوظ ممثلاً سينمائياً، وبأقل تقدير لكانوا سمعوا أو عرفوا من هو غسان كنفاني مؤلف «رجال في الشمس». بعضنا مسكين، وبوصلته مضروبة، والمشكلة أنه يكذب على نفسه قبل أن يمتهن الكذب على الآخرين. ghazialali@yahoo.com |
|