|
البقعة الساخنة وقد يكون هذا الأمر صحيا وصحيحا في شروط سياسية مثالية , غير أنه في الحالة السورية الراهنة ليس كذلك على الإطلاق , بل هو مرض مستفحل تماما بفعل الولاءات المتعددة وغير الوطنية التي تهيمن على القسم الأعظم من هذه الأطياف , وهذا بالطبع واحد من الأسباب الكامنة وراء رفض هذه المعارضات أي حوار سياسي مطروح أمامها من قبل النظام القائم , فهي معارضات لا تملك من المشروعية السياسية سوى ما أضفاها عليها ولاؤها لجهات أجنبية خارجية , ولا من مشروعية الشارع سوى العشرات من الموالين الذين لا يشكلون شارعا بأي حال من الأحوال , ولا من مشروعية البرنامج السياسي سوى الغياب الكامل لمثل هذا البرنامج الذي لا يعدو كونه في أحسن الحالات تردادا ببغائيا لمقولات كبرى تطرح في أي مكان وزمان دون أي خصوصية وطنية . ولأن المشهد إياه بات ثابتا على هذا النحو من التفصيل الموثق , فإن من البديهي بالمقابل أن تنزع هذه المعارضات نحو التفلت من أي التزامات تفرضها خطة عنان أو أي خطط سلام أخرى , فالعمل السياسي السلمي دون ورقة الضغط التي تمارسها الجماعات الإرهابية , ودون التمويل والتسليح الخارجي لهذه الجماعات , يعني إقصاء هذه المعارضة وتلاشيها من الشارع السوري لافتقادها أبسط مواصفات المعارضة أي الشارع الضاغط , وبالتالي , تنحيها سواء عن الوصول إلى السلطة أو عن قيادة عملية التغيير , ولهذا فإن أول أولويات مثل هذه المعارضات هي إفشال أي مبادرات سياسية سلمية تقودها في نهاية المطاف إلى تحكيم الشارع وأحكامه التي لن تكون في صالح رموزها وولاءاتها . |
|