|
شؤون سياسية وهذا اختصاص نفسي صار الإرهابيون يحملونه عنواناً ويعتنقونه مذهباًويمارسونه بدم بارد، لم يعد للقيم وقداسة الدم أي معنى ومن السياسية إلى قتل الأبرياء إلى تعطيل مصادر الحياة تحول الخيار إلى عقيدة يقوم أصلها في سادية القتل ومشهدية الأجساد المقطعة كأشلاء، وعلى ذات النسق يقع الممولون والمحرضون في قطر والسعودية وفي دول الخليج عموماً، وهنا على الجوار مجموعة ممن استحثوا الأحقاد القديمة وراودتهم انحرافاتهم وجهالاتهم بالفعل الحرام في تركيا فإذا بهم ينهضون من تحت الركام ليعلنوا أنهم في خدمة الموت والمستعمر، وفي المحيط البعيد مازالت الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وتوابعهما في الأطلسي والاتحاد الأوروبي والمؤسسة الدولية تستغرق قواها وهوسها في إنتاج الموعد الجديد بصيغته المعاصرة عبر سحق الشعوب وتدمير قواعد الحياة واختطاف المواقف الأصيلة منها وإطلاق قطاعات الفناء وأسراب الموت النفسي والجسدي على بلد مثل سورية. إنها المعادلة ذات الطرف الواحد تمتد من واشنطن وتحمل أوزارها وأحمالها المشبوهة من الدوحة ومن الرياض وقد تهيأت لهذه الأحمال والأوزار قطعان من معتنقي النجاسة ومن الذين اعتادوا أن يقلبوا الحقائق وينتشوا في التزوير ويصيبهم الخدر أمام رائحة الدم الزكي المهدور ظلماً وعدواناً وبدون مقدمات أو سبب، ولمنظومة الدم والموت أدوات في الداخل السوري والأداة المنفذة هذه خادم مطيع وبياع لمن يدفع أكثر وطاقة نمت في الانحراف ولا ترى غرابة بعد ذلك في أن تقتل الشقيق وتدوس القيم وتدمر مصادر الرزق، إن الشذوذ النفسي والأخلاقي والسياسي هو الذي ينتظم المجموعة بكاملها، تختلف مواضعهم وتوضعاتهم ولكنهم ينتمون جميعاً للمصدر الواحد وللأخلاقية المنحرفة الواحدة وكل له اختصاصه ولا بديل لموقع عن الآخر إن واشنطن هي ذاتها باريس وأنقرة والدوحة والرياض وأوكار القتلة في هذا المكان النائي أو المغمور في الأرض السورية حيث تعشش العصابات وتتغذى بالأتاوات وتتحرك تحت جنح الظلام لتمارس الجريمة بدم بارد. وفي المستوى ذاته لا فرق يذكر بين أوباما وآلان جوبيه وأردوغان وأوغلو ذلك الوجه الخسيس الذي يذكرنا فقط بأن الهمجية والصلف والدم الثقيل هي من صفات من شرد من البشر، ويستمر التماثل في الأسماء فإذا حمد الشيخ وحمد الوزير وسعود المتلفع بمرضه وأحقاده وعبد الله الملك خادم الحرمين الاستعماريين أميركا وأوروبا وما بينهما الحركة الصهيونية والمدارات والمسارات التي تتثاقل فيها أهداف اليهود ومقاطع الماسونية المظلمة ووجبات الإثم المتكرر حيث زهو القوة في أميركا وزهو النذالة في قطر و السعودية إن المنسوب العام لمثل هذه الأفكار لابد أن يتأصل في حياتنا حتى لا نقع ضحايا لأوهام قوة بائدة وقوى غادرها الزمان إلى غير رجعة وما أحقر المجرمين حينما يتظاهرون بأنهم مازالوا الأقوياء والمتحكمين وبأنهم مازالوا القوة الحية التي تبادر وتدمر تبعاً للمصلحة ووفقاً لدور كل منها، وفي عمق مثل هذه الأفكار سوف تنهض قاعدتان مهمتان بعد أن أذكت وجودهما مشروعية الرد السوري العظيم على لعبة الموت وسددت مهرهما قوافل من الشهداء ونماذج من الأبرياء وإرادة صلبة امتاز بها السوريون عبر تاريخهم كله، إذ كانوا موضع السهام المسمومة ولكنهم مالكو قدرة التجدد والانبعاث حتى لتصبح الآلام هي مصدر الاعتزاز لهذا الوطن. وما أروع سيد الأنبياء محمد بن عبد الله وهو يشق الطريق من الأرض إلى السماء عبر مسيرة الألم المضنية وما أروع آلام المسيح عليه السلام وقد صارت رسالة وطريقاً أولها تشويه النفس والفكر من الأعداء وصلب وصليب يخترق العصب والعظم والخلايا ، يذكرنا ذلك بل يستحثنا للقول بأن منسوب الآلام في سورية هو ذاته منسوب الإيمان والرقي والصلابة وتقديم الثمن بكرامة لوطن لا يعرف إلا الكرامة: إنهم معتدون بمعدلات وأساليب وقوى وأسلحة تعادل قوة الوطن السوري وقيمته لكنهم بكتشفون باستمرار أن كل مالديهم فان ولا يبقى منه إلا أخيلة رقص الشيطان وذكريات لا ينقطع فيها الحبيب عن الحبيب، فالشهداء هنا خالدون والتآمر هناك إلى حيث مزبلة التاريخ. ولقد يتمرد السؤال الكبير الآن بكل توزعاته ، لماذا هذا الاستهداف الشمولي لسورية، وما هو المعادل أو المبرر الذي يستتر وراءه وفي عمقه هؤلاء القتلة المنتشرون في أنحاء العالم، وما هو هذا الهدف المتعدد والمركب الذي يشكل دافعاً أو سقفاً لجريمة كالتي تمارس ضد سورية، نعلم تماماً بأنهم اختاروا المكان الخطأ والأسلوب الدنيء وهم يستهدفون سورية، ولكن ذلك لا يشبع الحاجات النفسية في البحث عن الإجابة ولا يكفي لكي نسرد قصص العداء والعدوان بمنطق استعماري أو بدائل الانحراف النفسي والسقوط الحضاري، وهنا يفرض الافتراق نفسه في أنماط السلوك وفي هذه المقدرة الشيطانية على اقتراف الكبائر السياسية والاجتماعية ، فنحن نفهم اليهود والحركة الصهيونية والصراع أزلي بين وجودنا ووجودهم وهم الذين رأوا فينا ذئاباً وقتلة وعابرين وأعراباً ورأوا في أنفسهم داخل / الفيتو/ مثال الأمان ومرجعية الاطمئنان وقاعدتهم تقول ذئاب ووحوش أولئك الذين هم خلف السور/ وبشر ومبدعون/ من هم داخل السور الفيتو وأنه لابد أن تقتل العرب مادام العرب جيرانك وإلا فأنت المقتول القتيل، ونفهم الدور الاستعماري الغربي سواء في أوروبا أو أميركا، نفهم أحقادهم الحضارية وأطماعهم الاقتصادية وما من جديد في نسخهم المتكررة على قاعدة الزمان منذ عشرات القرون ونعرف دور تركيا المستعمرة تاريخياً وقد حطم هذا الدور قيم الإسلام وعلاقات الجيرة وأواصر التحولات التاريخية بين العرب والأتراك، ولكن من ذا الذي يقدم لنا تفسيراً بالاستنتاج أو القياس لسلوك الأعراب ولهمجية العصابات في الداخل السوري. |
|