|
مسرح لكن تبقى الحجة الأكبر غياب النص أو ما يسمى (أزمة النص المسرحي) التي يحملها المسرحيون من الهرم إلى القاعدة.. المسؤولية الكاملة (هذا بالعلن) أما ما خفي فيتعلق بتشخيص الأزمة.. وتحديد المسؤولين عنها ؟!! هل للجنة القراءة.. لجنة فحص النصوص وتقرير صلاحيتها للعرض أي دور في هذه الأزمة؟ وما الآلية المتبعة في ذلك؟ هل صحيح أن النصوص المسموح بعرضها هي لأسماء بعينها، وهل لغياب الدراسات النقدية لهذه العروض (على الخشبة) دور في تراجع دور المؤلف.. ما يدفعه للاستسهال؟ ما المعايير التي تعتمد عليها اللجنة بقراءة ما يسند إليها من نصوص مسرحية، مكتفية بإبداء الرأي؟! تهاون أو تساهل وربما تعاطف.. وهل اللجنة تؤدي فقط (وظيفة).. بما تحمله من صلاحيات؟
يقول الأستاذ جوان جان، وهو واحد من أربعة أعضاء في لجنة القراءة التابعة لمديرية المسارح والموسيقا (وزارة الثقافة) وهم الدكتور نبيل الحفار- هشام كفارنة - مصطفى عبود- ورئيس اللجنة بالطبع الأستاذ عماد جلول،اللجنة تتلقى شهرياً ما يقارب 15 نصاً من جميع المحافظات يوافق غالباً على 13- 14 نصاً معظمها لهواة ونادراً ما يأتينا نص مطبوع فغالبيتها هي نصوص كتبت من أجل العرض على الخشبة.. وفي حال وافق اثنان من اللجنة على النص.. يصبح مسموحاً عرضه. أما مستوى هذه النصوص، فمعظمها مقبول. وحول المعايير التي يتم اختيار النص على أساسها.. يؤكد جوان أولا أنه لا خطوط حمراء، ولا يوجد منع على أساس سياسي مثلاً ولم يسبق أن منعنا عرضاً لأنه يحمل مثل هذه المضامين، الموافقة تتم على أساس أن يكون النص صالحاً بالحد الأدنى للعرض على الخشبة من حيث البناء الدرامي المحكم للشخصيات وحكاية مبنية بشكل جيد، وإلمام المؤلف بكتابة الحوار بتسلسل منطقي للمشاهد، وأن تكون لغته العربية جيدة، مضيفاً: إن النصوص في غالبيتها ضعيفة من الناحية الأدبية، لأنها كتبت بالأصل كتابة إخراجية مع ملاحظة أن الموافقة تعطى بغض النظر إن كان النص لفرقة خاصة، أو للقطاع العام، وتمنح الموافقة في مدة أقصاها 15 يوماً من تاريخ عرضها على اللجنة. وعن الفترة الزمنية لصلاحية الموافقة فهي سنتان. - هل تتابعون العرض، وتسجلون ملاحظاتكم، بمعنى هل هذه من صلاحياتكم؟ -- ينتهي دور اللجنة بعد القراءة، وليس لدينا دور في أثناء العرض. يضيف الأستاذ جوان.. كما قلت سابقاً، لا نمنع أي عرض إلا إذا كان مخلاً بالآداب العامة، أو بذوق الجمهور المتعارف عليه، ومن غير المسموح ، التهكم على فئات اجتماعية بعينها، أو مهن، أو حالات إنسانية أو مشكلات صحية كالعاهات. تبقى المشكلة الأكبر (الكلام لجوان) في النصوص المقدمة لمسرح الطفل.. فالبعض يحاول من خلاله مؤلفه، استخدام إيحاءات خادشة للحياء، أو بعرض ساذج مملوء بالنكت والألفاظ الخارجة عن السياق بهدف الإضحاك لمجرد الإضحاك، من أجل التباهي بالجرأة التي غالباً ما تكون بغير مكانها.. نحن كلجنة قراءة نتوقف عند هذه الملاحظات ، ونطلب تعديلها، ولكن يمكن للمؤلف أو المخرج تنفيذها على الخشبة!! -- إلى أي حد يؤثر العائد المادي على الاستخفاف أو الاستسهال بالتأليف للمسرح؟! يؤكد جوان أن الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعاً بالأجر الذي يتقاضاه المؤلف ليصل إلى ما بين 50- 80 ألف ليرة سورية للنص المسرحي. ولكن الحقيقة أن هذا المبلغ يتقاضاه مؤلف حلقة واحدة للتلفزيون، لتبقى هذه المشكلة أحد أهم أسباب عزوف المؤلفين الموهوبين أو المبدعين عن المسرح. فالمسرح... لا يصنع أثرياء؟!.. ومع ذلك لدينا موهوبون، وعشاق للمسرح يتجاوزون أحياناً... العائد المادي، ومشكلات كثيرة.. منها وأهمها ربما مكان العرض، وإيجاد ممثلين وإقناعهم بالعمل المسرحي- فالتلفزيون ( نعمة) لا يحق لهم التفريط بها..!! و...و... وأيضاً لا يمكننا تحميل النص مسؤولية تواضع حضور المسرح في حياتنا لابد أن هناك أسباباً أخرى؟.. ربما سنعود إليها.. |
|