تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أديب في السوق

من داخل الهامش
الأربعاء 11-4-2012
ديب علي حسن

نعم أديب في السوق.. من يتذكر هذا الكتاب واسم مؤلفه عمر فاخوري...!

الأدب والحياة صنوان فلاحياة بلاأدب ولاأدب بلا طعم الحياة ولونها ولذلك فليعذرنا الكثيرون ممن يجلسون في المقاهي والحسناوات حولهم كالأيائل والغزلان ونجلد مايسمونه زوراً وبهتاناً إبداعاً وكذلك الأمر ينحسب على الكثير من المبدعات...‏

على كل حال ليس هذا ماأرمي إليه بل أردته مدخلاً لأسأل الإعلاميين المطبلين المزمرين على صفحات وشاشات و.. و أثير الإذاعات المطبلين بكل سوء حول سورية أسألهم هل جرب أحدكم / احداكن أن يمشي في شوارع دمشق يرى كيف تنبض حياة وشغفاً وحباً.. هل مشت صاحبة اليوميات في أزقة دمشق ورأت عاشقين يداً بيد هل رأت امرأة تصطحب أطفالها بلهفة وسرور إلى الحدائق هل عبروا / عبرن بالقرب من الربوة ؟؟ ماذا رأيتم حيث تدفنون رؤوسكم..أرأيتم بريق الدولار ؟ هل جربتم أن تعيشوا نبض الحياة... هل نزلتم إلى الأسواق دمشق كل يوم تزداد ألقاً وبهاء، وعطاء... كم أتمنى أن يتسلل عشرات المنصفين سراً ليروا نبض الحياة ليروا كيف نقبل على صناعة اليوم والغد...‏

إنها سورية..إنها دمشق حلب، حمص، حماة، كل مدينة وقرية...هنا إيقاع الحياة يغريك، يشدك تمشي وأنت تلهث بالدعاء: اللهم احفظ بلدنا، شعبنا، حضارتنا فرّج هذه الغمة.. هنا حضارة العامل والفلاح والطبيب والشاعر والمفكر..هنا نعتز أننا نأكل ممانزرع، ونلبس مماننسج، وأن حضارتنا هي الأرقى والأنقى تنوعت وتعانقت..لم تبق حبيسة الجاهلية هي حضارة العطاء والحياة..‏

أيها العابرون نعرف الكثير عنكم عن بريق أغراكم ولن نفتح الجعبة أبداً..لأن الحبر الذي يجب أن يراق ندخره لأمر أسمى... يومياتكم نعرف بعضها، الجانب الاخر..لايسر أبداً، لايشرّف، بالأمس كانت إحداهن تخترع يوميات تسترزق بها...‏

أيتها المسترزقة بدمائنا.. نبض الحياة هنا، إيقاعها هنا.. فلم لاتنزلون إليها.. الأقبية لاتصنع إبداعاً.. الدولارات تذهب وتأتي ولكن الضمير الذي يباع كل يوم بثمن له حكاية أخرى...‏

dhasan09@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية