|
رؤيــة ويوضح له فيها كل الجوانب في بلده. مما كتبه أقتطف: «باختصار في الأيام السالفة كان في الهند ألفٌ من الطوائف, وألفٌ من الأقدار, هذه الأيام توجد طائفتان فقط: رجال ببطون كبيرة, ورجال ببطون صغيرة.. وقدران اثنان فقط: إما أن تأكل, وإما أن تؤكل!» هل تصلح هذه الفقرة لوصف وضع قائم نعيشه في واحد من بلدان العالم الثالث بعد الألف.. وهذا تصنيف جديد أعتمده لتوصيف بلدان تحول فيها أهل البلد إلى فئتين: إما قاتلة وإما مقتولة! ولا يُسمح لثالثة بينهما! ومما كتبته الأميركية «اليزابيث غيلبرت» في روايتها (طعام.. صلاة.. حب) أقتطف: «أصبحتُ نباتيةً لأن أحدهم أخبرني بأنني آكلُ خوفَ الحيوان لحظة موته»! من منّا لا تشاركه سلسلة من التوابل في طعامه, فيكاد الخوف يكون أكثر مذاقاتها وضوحاً! من منّا لا يزدرد مع وجبته الخوفَ والرعبَ والذعرَ المرسوم في عيون الأطفال والأمهات؟ من منّا لا يغدو انتظار خبر القتل على قائمة المقبلات قبل الشروع في الأكل؟ بطلة غيلبرت يمكنها التوقف عن أكل اللحم لتصبح نباتية, كي لاتأكل خوف الحيوان وهو يواجه الذبح, فماذا نفعل نحن الذين لا نريد أبداً مشاركة الخوف المنبثق في عيون الأطفال في طعامنا! كتب السوداني «صلاح علي»: قالوا للعصفور لمَ تركتَ وطنك؟ قال: نيران الكراهية فيه مثل نار الفرن يدركك وهجها, ويشويك ما دمت بداخله, ليس ثمة مجال لإطفائها, فهي تبدو ناراً مجوسية تضيء من المهد إلى اللحد, وليس هناك عاقل يرضى بانتظار الشواء.. أصدقائي خذوا الحكمة من أفواه العصافير»! |
|