|
لبنان كائنات وتذروها الرياح، كما لو اننا لم ندخل في ثقافة الريح التي هي الوجه الاخر لثقافة الدم، فالقرار في اي مكان الا عندنا حتى مصطلح الظلال يبدو فضفاضاً وبعيداً عن الواقعية لاننا عمليا نعامل كظلال للظلال. اياكم وسورية، مايبدو من الابحاث، ومن الاراء، ومن المناقشات التي جرت في مؤتمر الايباك، هو ازالة السوريين الذين حتى في اكثر الاوقت ضياعاً و تشتتاً او صراعاً، ظلوا دائماً الهاجس، قال رفاييل ايتان ان رؤوسهم لاتبرد، بينما اعتبر دانيال بايبس أن السوري حين يموت لا يأخذ التاريخ معه الى القبر، بل يدعه لورثته كما يفعل بالنسبة للبيت والحقل وساقية الماء. الم نر بالعين المجردة كيف تتماهى سورية والتاريخ، من قال ان عظام صلاح الدين تنام؟ ومن قال ان عيني يوسف العظمة مقفلتان؟ ومن قال؟ ومن قال؟ في وجه كل سوري هناك كبرياء الاباء، وعذاب الاباء، هذا الوجه ينبغي ان ينكسر، وان يتحطم، لكي ينكسر، وان يتحطم، ماتبقى من وجوه العرب.. يوماً بعد يوم، يزداد السوريون ثقة، واقتناعاً، واصراراً، بأن مستقبلهم لا يتقرر تحت الثريات، ولا على الارائك الوثيرة، ولا بين زجاجات الشامبانيا التي تملأ مائدة احدهم كل مساء، فيما تغرورق عيناه، ويغرورق صوته على الشاشات من اجل الاهل في سورية. هذ شعب يصنع مصيره بيده، الم يجعل هنري غورو من سورية دولاً ودويلات، فرد السوريون بالصدور العارية، والشاهقة، ودون اي تدخل، ودون اي مساعدة، ودون اي مؤتمر يشعرنا المرة تلو المرة بأننا ظلال الظلال، لتولد سورية الجميلة، والموحدة، والحالمة، والتي في ارجائها، كل ارجائها، كل هموم العرب.. ليس مسموحاً اذاً، بعد كل الذي شهدنه، ان يذهب الدم ادراج الرياح، وان يذهب الزمن، بالاحرى أن نذهب كلنا ادراج الرياح، مادام هناك ولو باب واحد مفتوحاً امامنا، للجلوس معا، ولاجتراح المعجزة السورية ثانية، بدل ان نشرع ابوابنا لمن احترفوا ادارة الامم، ومصير الامم، باسلوب، وبرؤية، من يتولى ادارة مجتمعات من الطين (والقش). اجل، ليس الاخر الذي يقول لنا، وبمعادلة الباشا والكرباج، هذه هي الفرصة الاخيرة، فالسوريون أكثر وعياً بدمهم، كما بترابهم، كما بالحرية والديمقراطية لا تحركهم لا هزة الطربوش ولا هزة الكرباج!. |
|