|
سانا - الثورة المقت ابن بلدة مجدل شمس السورية المحتلة أشعل 26 سنو من عمره في غياهب سجون الاحتلال فداء لتراب الوطن الغالي ليكون بذلك أقدم الأسرى في تاريخ سورية وأقدم 13 أسيراً في العالم ويتوج اسمه بين من كان لواءاً للحق ورفض الظلم والاحتلال والقهر. لم يجتمع صدقي المقت مع عائلته على مائدة طعام من 26 سنة ولم يجتمع والد صدقي بأولاده نهال وفخري وبشر وصدقي مند أكثر من ربع قرن حسبما يقول الشيخ سليمان المقت والد الأسير فصدقي من عائلة مناضلة قضت معظم سنوات عمرها خلف قضبان الاحتلال الإسرائيلي حيث اعتقل الشيخ سليمان منذ مطلع سبعينات القرن الماضي واعتقل بعده جميع أفراد أسرته لاحقاً بتهمة مقاومة الاحتلال وحب الوطن يقول والد الأسير معتزاً بأولاده المناضلين إن نجله صدقي واحد من شباب الجولان الذين مارسوا حقهم الشرعي بمقاومة الاحتلال وعدم الرضوخ لقوانينه الباطلة والجائرة والمتنافية واتفاقيات حقوق الانسان واتفاقيات جنيف الاربع وقال لنا الفخر كجولانيين انه ورفاقه الأسرى القدامى الشهيد سيطان الولي والشهيد هايل أبو زيد وعاصم الولي ومدحت الصالح وأيمن أبو جبل وشقيقه بشر رفضوا الوقوف لجزار المحكمة الصهيونية في مدينة اللد المحتلة قبل أن يطلق حكمه الجائر بحقهم في اب 1985 ولكنهم وقفوا وقفة رجل واحد في نهاية محاكمتهم الشكلية ورددوا النشيد الوطني حماة الديار عليكم سلام.. ورغم ضربهم المبرح من قبل حراس المحكمة لم يتوقفوا حتى أنهوا نشيد الوطن الخالد. وأشار شقيقه الاسير المحرر بشر المقت عميد الأسرى السوريين المحررين والذي أمضى 25 عاما في سجون الاحتلال الى الاجراءات اللاانسانية والارهابية التي تنتهجها ادارة سجون الاحتلال بحق الاسير وعائلته خارج المعتقل ومنها الاهمال الصحي المتعمد والقتل الممنهج والبطيء والاسيران الشهيدان سيطان الولي وهايل أبو زيد مثل صارخ على انتهاكات المحتل بحق الاسير. وروى المقت تجربته خلال تعرضه لوضع صحي وحاجته لعملية جراحية في القلب قبل أعوام وقال تم نقلي من سجن الجلبوع الى مشفى سجن الرملة في صندوق محكم الاغلاق ودون أي متنفس وكنت مقيدا ومعصوب العينين علما انه توجد مشاف قريبة من المعتقل وهذا ما يضعف تردي الوضع الصحي للاسير كما يتقصد السجان منع زيارة الاقارب من الدرجة الثانية كأولاد الاخوة والعموم والاخوال مع منع دخول الكتب وصور الاهل واذا تمت زيارة الاهل يكون الحاجز الزجاجي حائلا ما بينهم. ولفت المقت الى ابعاد ادارة السجون شقيقه صدقي عنه ووضعه في معتقلات بعيدة أو زنازين انفرادية للتأثير على معنوياته وتشتيت العائلة في حال تمت زيارتهم. بدوره أشار علي اليونس رئيس لجنة دعم الأسرى السوريين المعتقلين والمحررين في سجون الاحتلال الى وجود أكثر من 110 أسرى عرب ممن تجاوزت مدة حكمهم في معتقلات الاحتلال الاسرائيلي أكثر من عشرين عاما و13 أسيرا امضوا أكثر من 26 عاما ويتعرضون للتصفية الجسدية ويتم اخضاعهم يوميا وبشكل ممنهج لطواقم الهندسة البشرية والوراثية لاجراء التجارب عليهم بعيدا عن لجان حقوق الانسان ولجان الصليب الاحمر الدولي. يشار الى أن الاسير صدقي المقت 45 عاما احد مؤسسي حركة المقاومة السرية في الجولان ونشط مطلع ثمانينيات القرن الماضي في المظاهرات والاحداث التي شهدها الجولان ونفذ مع رفاقه الكثير من الاعمال المشروعة ضد الاحتلال واعتقلته قوات الاحتلال في الثالث والعشرين من اب لعام 1985 ووجهت اليه لائحة اتهام وفي العام 1986 أصدرت المحكمة المركزية العنصرية في الناصرة حكما عليه بالسجن لمدة عشر سنوات فعلية وفي العام ذاته أصدرت المحكمة العسكرية في مدينة اللد حكما اخر بالسجن لمدة 27 عاما بتهمة مقاومة الاحتلال ويعتبر المقت من ابرز الأسرى الذين جسدوا أدب السجون من خلال المقالات الكثيرة التي كتبها في ظلمات السجون ونشرت العديد من الصحف العربية مقالاته ومنها مقال كلمة لابد أن تقال ومقال اخر يرصد الانتصار المجلجل للمقاومة اللبنانية في تموز 2006 و على اثر هذا المقال الذي تم تهريبه من خلف القضبان وضع صدقي في العزل الانفرادي في سجن بئر السبع بعيدا عن شقيقه بشر الذي كان في معتقلات في سجن الجلبوع. |
|