|
بيروت وأضاف الخازن: هذه الزيارة ستفتح صفحة جديدة من العلاقات بين فرنسا وسورية التي اعتبرها الرئيس الفرنسي بلداً كبيراً لا غنى عنه لمعالجة أزمات المنطقة حول هذه المواقف وغيرها الثورة في بيروت التقت الوزير الخازن وأجرت معه هذا الحوار: * كيف تقرأ الزيارة التي قام بها الرئيس ساركوزي إلى سورية ? ** أهمية هذه الزيارة في توقيتها المصادف وقتا مستقطعاً بين إدارة أميركية راحلة وإدارة أميركية جديدة سواء أكانت جمهورية أم ديمقراطية وخصوصاً بعد تراجع الإدارة الحالية عن مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد بتعبير رايس الذي عارضته سورية بقوة وصلابة الرئيس بشار الأسد ما تسبب بقطيعة غربية لدمشق على خلفية أحادية النظام العالمي الجديد بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وأحداث 11 أيلول 2001, واللافت , أو بالأصح الملفت في هذه الزيارة أنها الأولى لمسؤول غربي رفيع يرأس الاتحاد الأوروبي مع ما يعنيه ذلك من تحول في السياسة الأوروبية وتصحيح للسياسات الخاطئة للهيمنة على المقدرات والقدرات والقرارات الحرة في المنطقة. * برأيكم ما الذي وراء الانفتاح الفرنسي على سورية ? ** يأتي هذا الانفتاح الفرنسي ليصلح ما أفسدته المشاريع التي كانت معدة للمنطقة والوسائل التي استخدمت لتطويع سورية وهي تفتح صفحة جديدة من العلاقات بين فرنسا وسورية التي اعتبرها الرئيس الفرنسي بلداً كبيراً لا غنى عنه ولا يمكن تجاوزه لمعالجة أزمات المنطقة ومشروع السلام فيها وخصوصاً في حمأة المفاوضات غير المباشرة القائمة بين سورية واسرائيل برعاية تركية. وإن هذه الزيارة التاريخية تؤكد نهاية مرحلة العزلة التي فرضتها إملاءات أميركية على شركائها الأوروبيين, كما أنها تعزز الاعتقاد الدولي بأن لا سبيل إلى السلام وبلوغه ما لم يمر , فرنسا وسورية وقد أثبتت صلابة الرئيس بشار الأسد وقناعاته القومية صوابية خياراته ما جعل المجتمع الأوروبي يتراجع عن المسايرة العمياء لسياسة إدارة الرئيس بوش. * هل الزيارة ستؤسس لسياسة فرنسية بعيداً عن الإملاءات الأميركية? ** إن ما تتمتع به فرنسا من علاقات طيبة مع جميع الدول الفاعلة في العالم ولا سيما مع روسيا يخولها القيام بهذه الخطوة الجريئة التي لا تشكل تحدياً أو إحراجاً للإدارة الأميركية بعدما تفهمت هذه الإدارة أهمية إشراك سورية في أي حل في المنطقة وبإمكان ساركوزي ترميم الجسور المتصدعة بين دمشق وواشنطن بعدما أصبح المشروع الأميركي في المنطقة الذي هو جوهر التوتر في العلاقات مشروعاً ساقطاً. * هل يعني ذلك أن المشروع الأميركي قد فشل في المنطقة? ** المشروع الأميركي تقهقر أمام الإرادة السورية الصلبة في منعه من التحقيق مثلما وقفت إرادة المقاومة اللبنانية عام 2006 في وجه الهجمة الوحشية على لبنان لمنع نجاح هذا المشروع. غير أنه لا بد من الحذر من استغلال اسرائيل لفترة الانشغال الأميركي بانتخابات رئيس جديد في تشرين الثاني المقبل لتوجيه ضربات عسكرية انتحارية بمستوى السلاح الذي ستستخدمه لتجر الدولة العظمى إلى مواجهة مشتركة كأمر واقع. |
|