تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المعاهد المتوسطة ... بين إشكالية العائدية وازدواجيتها!! .. لماذا ألغت الحكومة الالتزام بالخريجين?!

تحقيقات
الاثنين 8/9/2008
تحقيق: محمد أحمد

مع اقتراب العام الدراسي الجديد وبدء عملية المفاضلة الجامعية والمعاهد المتوسطة تضعف الخيارات أمام الطلبة مع ارتفاع معدلات القبول في الجامعات والمعاهد التابعة علميا ومنهجيا لأنظمة التعليم العالي رغم عائديتها الإدارية لبعض الوزارات.

ويحتار الطلبة وذووهم في متابعة التحصيل العلمي لفلذات أكبادهم خاصة وأن الحكومة غيرت سياسة الالتزام الوظيفي وأضحت معظم الفروع والمعاهد من غير التزام علما أن التوجه الحكومي والسياسي إلى التعليم المهني والفني لرفد المعامل والمصانع بالخبرات الفنية الماهرة والمؤهلة فكيف ذلك?! ولماذا توجه الحكومة من سياسة الالتزام إلى عدم الالتزام وهل تفهم المجتمع هذه السياسة?‏

وما هي المناهج والطرق المتبعة في مديرية التدريب المهني والتأهيل العائدة لوزارة الصناعة إداريا ومنهجيا وخطة وتنظيما لوزارة التعليم العالي?!‏

تسعة معاهد وأربعة مجمعات للتعليم والتدريب والتأهيل موزعة في أربع محافظات ماذا يعرف الطلبة وذووهم عنها ??!‏

أسئلة كثيرة أخرى عن مصير الخريجين وأعدادهم واستيعاب هذه المعاهد والمجمعات نسلط الضوء عليها من خلال التحقيق التالي:‏

المعاهد المتوسطة والمجمعات‏

في البداية يجب أن نعرف أن مديرية التدريب والتأهيل في وزارة الصناعة إداريا وماليا وأكاديميا وعلميا حسب مفاضلة وزارة التعليم العالي وتتبع لقرارات المجلس الأعلى للمعاهد المتوسطة في وزارة التعليم العالي أما المجمعات فلها نظام داخلي خاص وتتبع لوزارة الصناعة.‏

تتوزع المعاهد المتوسطة على أربع محافظات منها أربعة معاهد في محافظة دمشق وهي:‏

معهد الصناعات النسيجية- معهد الصناعات التطبيقية- معهد الصناعات الغذائية- ومعهد الصناعات الكيميائية.‏

وفي محافظة حلب ثلاثة معاهد أخرى هي: معهد المكننة الزراعية -معهد الصناعات التطبيقية- معهد الصناعات النسيجية .‏

وفي محافظة حمص معهدان هما:‏

معهد الصناعات التطبيقية ومعهد الصناعات الغذائية.‏

أما المجمعات فموزعة أيضا على أربع محافظات هي: دمشق -حلب- حمص- دير الزور. في محافظة دمشق يعرف باسم مجمع مراكز التدريب المهني والتأهيل ومثله في حلب وحمص ودير الزور وفي كل مجمع يوجد عشرة مراكز مهنية مثلا (المعلوماتية- الرسم الاوتوكات- السكرتارية- الكهرباء- الالكترون- مركز المعادن -مركز السيارات- مركز التجارة- مركز الالمنيوم -مركز الغزل والنسيج ..)الخ .‏

وأحدث في محافظة حلب مركز جديد هو مركز الجلديات .‏

سياسة وأهداف المعاهد والمراكز‏

عرفت المهمة الرئيسية للمعاهد والمجمعات بأنها لضرورة إعداد الكوادر البشرية المؤهلة لرفد المؤسسات والشركات بالخبرات الفنية والمهنية على كامل الخارطة السورية وليس لوزارة الصناعة وحدها?!‏

وكانت هذه المهمة أو الهدف كما هو الواقع وكما يعرف الطلبة وأهلهم وخاصة التزام الحكومة بتعيين الخريجين ومعظمهم على القانون خمسين حيث يحدث الشاغر والملاك فورا عدا معهد الصناعات النسيجية الذي كان يعامل خريجوه حسب توفر الشاغر والملاك?! وكما يقول البعض وللأسف فقد ألغي أو بطل الالتزام منذ العام الدراسي 2007 وأيضا على المستوى الأعلى علميا ما يخص المهندسين وغيرهم فما هو السبب ? وما هي سياسة الحكومة?‏

جواب التساؤلات‏

للإجابة على هذه التساؤلات وغيرها التقت الثورة الدكتور عفيف حيدر -مدير عام التدريب والتأهيل المهني في وزارة الصناعة حيث جميع المعاهد والمراكز تابعة لهم والأستاذ في العلاقات الاقتصادية والدولية بجامعة دمشق ووضعنا مجمل التساؤلات والهموم أمامه .‏

فوق الطاولة وبكل صراحة وعلمية ومنهجية أجاب فقال: نعم كان هناك التزام من الحكومة في السابق القاضي بتعيين وتوظيف خريجي المعاهد التسعة المتوسطة وقد ألغي الالتزام بدءا من العام الدراسي السابق 2007-2008 والسبب هو بغية مشاركة القطاع الخاص كقطاع وطني مع القطاع العام للاستفادة من هذه الكوادر المؤهلة علميا.‏

وكان هناك توجه جديد للحكومة بغية ربط الخريجين بسوق العمل الفعلي.‏

لاعتبار التأهيل والتدريب عصباً حساساً في كل وزارة أو مؤسسة أو شركة أو حتى ورشة من أجل رفع مستوى الأداء الذي هو سر تطور المجتمعات خاصة في مجال الصناعة.‏

وهذا ما يؤكد عليه السيد وزير الصناعة في مختلف الملتقيات والاجتماعات باعتبار التأهيل والتدريب عمودا فقريا في عمليتي التطوير والتحديث في القطاعين العام والخاص.‏

* وماذا عن إلغاء الالتزام وانعكاسه على الاقبال على معاهدكم ومراكزكم?‏

** هناك توجه للتعاون الخيري بين القطاعات الثلاثة العام والخاص والمشترك في بناء سورية الحديثة من خلال استيعاب خريجي المعاهد والمجمعات بما يتناسب وسوق العمل وكان لابد من إحداث تطوير للسياسة التعليمية والمنهجية في المجمعات والمعاهد من خلال اختصاصات جديدة ومراكز تعليم تقني جديدة.‏

بما يتناسب وحركة التطور العالمي والعلمنة وسوق العمل وهناك دراسة لتفعيل التعاون فعليا بين قطاعات العمل الوطني.‏

*وحول السؤال عن عدد المنتسبين والخريجين في هذه المعاهد والمراكز يقول:‏

** تقول الأرقام من خلال الإحصائية والجداول المثبتة لدى المديرية حسب العام الدراسي 2006-2007 إنه في المعاهد التسعة بلغ عدد الطلاب الذكور 1140 طالبا و728 طالبة أنثى تخرج منهم 633 طالبا و471 طالبة.‏

وفي المجمعات الأربع بلغ عدد الطلاب الذكور للعام الدراسي ذاته 1365 طالبا وعدد الطالبات الاناث 1391 طالبة تخرج منهم في ذات العام 513 طالبا و1054 طالبة .‏

* وحول ماذا تقدم المديرية للدارسين والخريجين?!‏

** بالنسبة للدارسين وحسب الأنظمة النافذة فإن المديرية تساعد بتأمين المناهج والكتب والقاعات ومستلزمات التدريس, أما السكن الطلابي فهو عن طريق الاتحاد الوطني لطلبة سورية لحالات خاصة جدا. وما تقوم به المديرية حسب تعليمات السيد وزير الصناعة نعمم على الوزارات والمؤسسات والشركات كافة لمعرفة حاجتها من الكوادر المؤهلة والمدربة لرفدها بهم وترك المجال مفتوحا أمام القطاع الخاص للاستفادة منهم أيضا وبالنسبة للقطاع العام فهناك مسابقات للتوظيف في كل وزارة أو مؤسسة وحسب الحاجة. وحول علاقة المديرية بالمنظمات الدولية يقول: في إطار التعاون مع الاتحاد الاوروبي يوجد مكتب للتعاون تحت اسم مشروع برنامج التحديث والتطوير الأوروبي في سورية والتعاون الأكثر منهجية مع (جايكا اليابانية) وهناك تعاون ملموس خاصة في معهد الصناعات النسيجية حيث قدمت الجايكا للمعهد مستلزمات وآلات عالية التقنية وعدداً من المخابر والحواسب في مجال صناعة الغزل والنسيج وتوجد رؤية لاستمرار هذا التعاون لعشر سنوات قادمة من خلال تشكيل فريق عمل مشترك بينهم وبين وزارة الصناعة لرفع مستوى المعاهد والمجمعات فنيا واداريا واختصاصا بما يتناسب وسوق العمل السورية وتدريب عدد من الكوادر المميزة في اليابان إذا اقتضت الضرورة في إطار التعاون المستقبلي مع هذه المنظمة الدولية الصديقة وترجم ذلك بعدد من الزيارات من قبل رئيسة الجايكا بدمشق ورئيس التعاون الاقتصادي في السفارة اليابانية وعدد من الخبراء للمديرية والاطلاع على واقع العمل والأداء في دمشق والمحافظات الأخرى بغية دراسة سبل التطوير في المستقبل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية