تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رمضان في الأراضي المحتلة.. حصار وتضييق

رمضانيات
الاثنين 8/9/2008
مع قدوم شهر رمضان المبارك تسلط وكالات الأنباء والمواقع الالكترونية الضوء على غزة وتنشر عدة تقارير عن الحالة المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الإسرائيلي ,

وتحت عنوان أوضاع معيشية متردية بالأراضي الفلسطينية نتيجة الحصار الصهيوني , كتبت الصحفية الفلسطينية إيمان ياسين تحقيقا جاء فيه :‏

رمضان آخر تعيشه غزة تحت الحصار , وكما سعت البلاد الإسلامية هذا العام إلى توحيد رؤية الهلال سعى أهل فلسطين في غزة والضفة إلى تجاوز الحدود والسدود بتبادل التهاني في هذا الشهر الفضيل عبر بطاقات التهنئة الإلكترونية ورسائل الهواتف المحمولة, آملين أن تعمهم بركات هذا الشهر الكريم لتنتهيَ هذه المعاناة.‏

حصار غزة‏

وعن قدرةِ المواطنين في غزة على شراء مستلزمات رمضان بعد عامين من الحصار تقول العاملة أماني : بالطبع الحال سيئ جداً, خاصةً بعدما أُنهكت جميع الأسر في توفير متطلبات المدارس التي فتحت أبوابها قبل أسبوع إلا أننا أفضل من العام الماضي .‏

و حال الموظفين يختلف عن العمال الذين تأثرت أوضاعهم المعيشية كثيراً من طول الحصار , فهذا أبو إبراهيم يقول: على الرغم من زيادةِ عدد الأسر المستفيدة من المساعدات هذا العام , والتي أصبحت أكثر تنظيماً , إلا أنها لا تكفي الحد الأدنى من الحياة الكريمة, وخاصةً مع زيادة الأسعار, مؤكداً ضرورةَ فك الحصار لإيجاد حلٍّ جذري , وتابع أبو إبراهيم قائلاً: أي مساعدات هذه التي لا تكفي لشراء علبة جبنة صفراء على سبيل المثال . وعن مظاهر الاحتفال في شوارع وأسواق غزة تقول آمال عبد الرحمن (مدرسة 45 عاماً): الكيان الصهيوني لا يمدنا إلا بالسلع التموينية وبكميات تقل كثيرًا عن احتياجاتنا; فهم يريدون لغزة ألا تحيا كما لا يريدون لها أن تموت .‏

أما عن السلع الرمضانية فتقول: كنا نعتمد على مصر بشكلٍ كلي في هذا النوع من البضائع, أما الآن فهي قليلة جداً ونادرة, وإن وُجدت فثمنها غالِ جداً بثمن أرواح المواطنين التي تحصدها الأنفاق عندما يحاول أحدهم التسلل عبرها ليخفف من الحصار .‏

أما عن فانوس رمضان وتعليق الأضواء فتقول : لا يوجد إلا عدد محدود جدا من الفوانيس من الحجم الصغير سعره الآن سبعة دولارات وأظن أنه بضاعة قديمة كانت في المخازن .‏

أما عن الأضواء فقد ابتسمت بحزن قائلةً: ( إحنا لاقيين شمع ننور فيه بيوتنا لما تقطع الكهرباء عشان نروح نحط زينة ) .‏

تضييق في الضفة‏

وعن الوضع الاقتصادي في الضفة تقول هبة محمد: إن حركةَ الأسواق تقل كثيراً عن الماضي, والناس تشاهد وتسأل عن السعر ثم تذهب دون شراء, فما كان باثنين أصبح بخمسة , وما كان بسبعة تجاوز العشرة . أما إيمان فتقول: اعتادت أمي على شراء أشياء كثيرة من مستلزمات رمضان قبل بداية الشهر بفترةٍ كافيةٍ حتى يتلاشى ارتفاع الأسعار, إلا أني حتى اليوم لم أَرَ شيئًا من هذا .‏

وتذكر أم إيمان الأيام التي كانت تمتلئ فيها الشوارع بهجةً بقدوم رمضان, فتنطلق مكبِّرات الصوت من مسجد السوق بالدروس الدينية, وتتزين الدنيا بالعبارات الإيمانية; فهذا يكتب على بيته : أقبل رمضان.. فماذا أنت فاعل?‏

وذاك يذكر الناس بالله كاتباً: رمضان شهر الرحمة والغفران, وتساءلت: هل سيعود ذاك الزمان يوماً?‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية