تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


زرع الريح وحصادها..!

الصفحة الأولى
الاثنين 8/9/2008
علي قاسم

بين النفي والتأكيد تبدأ المزايدات السياسية في بازار البحث عن ذرائع لتسويق لهجة التقليل من المنجز السياسي الذي تتحرك ملامحه في أكثر من اتجاه,

أقلها ذاك الحراك السياسي في لحظة سبات الفعل الأميركي بحكم الضاغط الانتخابي الذي بسط حضوره باكراً, وضاغط الفشل السياسي المقيم الدائم في أكثر أروقة السياسة الأميركية حساسية.‏

ولعله أيضاً الخشية من ارتدادات ثماني سنوات من الهيمنة المجحفة إلى حد البؤس في المشهد الدولي, وهي خشية سرعان ما باتت لازمة لذاك الفعل على طول خطوط التماس مع السياسة الأميركية التي حضرت في بقاع الأرض غربها وشرقها, وإن كان ذاك الحضور أكثر سخونة في منطقتنا.‏

ولأن تلك السخونة وصلت إلى حد الغليان, كان لا بد أن يبدأ التبريد من خطوط التماس التي اصطنعتها سياسة غالت في دفع المشهد نحو أحادية لم تستبعد الخصوم فحسب, بل أيضاً سارعت إلى نفي الحلفاء خارج مقصورة الحسابات.‏

وفيما هم يتسابقون على تقديم الود, وإثبات كفاءة الولاء المطلق, كانت الأجندة الأميركية المغلقة تستنفد أغراضها وأدواتها, تاركة لهم حصاد الريح التي زرعوها, والقربة المثقوبة التي نفخوا بها دون طائل, فكان العجز عن القراءة يدفع بهم دائماً إلى الارتماء في أحضان التشكيك بالتموجات, وصولاً إلى الإفلاس في استخلاص النتائج.‏

لذلك كان موقفهم في حصيلته الأولية وباكورة فصوله أبعد من القدرة على استيعاب المتغيرات على الأرض مثلما كان الفهم القاصر يدفع بهم إلى تصيد الكلمات حيناً, وتعابير الوجه أحياناً, وفبركة التسريبات في كل الأحيان.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية