تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


على قاعدة المصلحة العربية

البقعة الساخنة
الاثنين 8/9/2008
أحمد ضوا

سجلت السياسة السورية بزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى دمشق ولقائه بالرئيس بشار الأسد وتوقيع عدد من الاتفاقيات وانعقاد القمة الرباعية بين الرئيسين بشار الأسد وساركوزي وأمير دولة قطر ورئيس الوزراء التركي نجاحاً جديداً ستنعكس آثاره الايجابية ليس على سورية فحسب وإنما على المنطقة عموماً.

فسورية لم ولن تكون في يوم من الأيام تعمل في اطار ضيق وإنما استراتيجيتها تقضي أن تأخذ في الحسبان مصالحها ومصالح الدول العربية ولاسيما هي الآن رئيسة القمة العربية ولابد أن تكرس كل جهودها ودبلوماسيتها للحفاظ على المصالح والحقوق العربية وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.‏

لكن ومع الأسف البعض في المنطقة اعتاد على الفشل والاخفاقات وارتضى لنفسه الانتظار لما تحمله الأيام من تطورات وأحداث أو بالغ في الانحناء حتى يطمئن نهائياً إلى أن العاصفة أ و الاعصار قد مضيا دون رجعة قريبة.‏

والمشكلة في هذا البعض أنه لم يتناغم مع النجاحات السياسية لقلة من الدول العربية بل يتعامل معها بمنطق عدائي غريب وعجيب بدلاً من العمل لتكريسها وتعميمها على المستوى العربي.‏

توقعنا مع قرب انتهاء ولاية بوش أن الدمى في المنطقة اختفت أو قل عددها, ولكن ما حصل أن هذه الدمى التي درجت موضتها في أربع السنوات الأخيرة من ولاية بوش اعتاشت على وظيفة الأداة ولا تزال تبحث عن أرزاقها وعمن يحركها وقت يشاء وكيفما يريد, وهي على استعداد ربما للتغير من يوم إلى آخر ومن منطق سياسي إلى ضده وفقاً للظروف والتطورات والأهم من ذلك وفق مصالحها الشخصية الصرفة.‏

إن سورية التي رفضت الانحناء للعاصفة وبقيت متمسكة بالحقوق العربية وثوابتها السياسية طوال السنوات الماضية بدأت تحصد النتائج الايجابية لسياستها الواقعية دون أن تفرط بأي شيء ولن تثنيها أية محاولات تشويش من هنا وهناك عن الاستمرار بلعب دورها المحوري والتعاطي مع الأحداث والمستجدات الاقليمية والدولية على قاعدة المصلحة العربية, وزيارة الرئيس ساركوزي إلى دمشق إضافة إلى القمة الرباعية يشكلان رصيداً مهما لتحقق السياسة السورية مزيداً من النجاحات في زمن عربي اتسم بالهزائم والإخفاقات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية