تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حاجــــات عاطفيــــة.. ولكـــن..!!

مرايا اجتماعية
الخميس 5-4-2012
كانت هناك امرأة لها أبناء وزوج ظلت عشرين عاماً تخدمهم وتعد لهم أفخر الطعام وعندما يأتي المساء ويلتفون حول المائدة يلتهمون الطعام وهي تنظر إليهم فإذا انتهى قام كل واحد إلى شأنه ،

وذات يوم حضروا كعادتهم والتفوا حول المائدة وطلبوا الطعام فقالت الأم في غموض عجيب الطعام أمامكم فنظروا فلم يجدوا إلا طبقاً واحدا مغطى فقالوا عجباً الطعام صنف واحد اليوم فكشف أبوهم الغطاء فوجد كومة من التبن في الطبق تناثر غبارها على وجوههم فانفجروا جميعاً من الغيظ وقالوا تبن فردت الأم بابتسامة ذابلة :عشرون عاماً وأنا أصنع أفخر الطعام ولا أجد منكم كلمة فظننت أنكم لاتفرقون بين الطعام الجيد والتبن، المرأة والرجل كلاهما انسان له حاجات عاطفية وينبغي اشباعها لكن ترتيب هذه الحاجات من حيث الأولية يختلف بين المرأة والرجل ونحن اليوم بصدد الحديث عن الحاجات العاطفية للمرأة.. التي قد تكون كلمة شكراً في بعض الأحيان كما في القصة آنفة الذكر كافية لسد حاجة عاطفية لديها..‏

ولعل أولى الحاجات العاطفية للمرأة هي الرعاية، إن مراعاة الرجل مشاعر زوجته هي سمة النبيل الذي يرحم ضعف المرأة ويؤمن بوجودها في الحياة كشريك له لاجارية تخدمه وأبناؤه.. ولعل من أهم المواقف التي قد تشعر المرأة بالاهتمام والرعاية حالة المرض.. فهي ورغم مرضها ستكون سعيدة جداً لو أحست باهتمام زوجها وخوفه عليها.. ولكن ما قد يصعب الأمور في مثل هذه الحالة تأفف الزوج من مرضها وعدم الاهتمام الكافي بها في مثل هذه الحالات.. لذلك فإن المرأة قد تفسر ذلك بأنه لا يحبها، أو الحاجة العاطفية الثانية للمرأة فتتمثل في التفهم . يقول عالم النفس الشهير الدكتور جون غراي في كتابه رجال من المريخ ونساء من الزهرة حين ينصت الزوج لزوجته وهي تعبر عن مشاعرها من دون اصدار حكم وإنما بتعاطف وتواصل تشعر هي أنها مسموعة ومفهومة وموقف التفهم هذا يدفع المرأة إلى تقبل زوجها.. فالمرأة أيضاً تحتاج إلى أن تشعر بأن زوجها يستمع إليها ويفهمها وذلك من خلال رؤيته يصغي إليها وإلى مشاعرها وعواطفها من غير أن يصدر عليها أحكامه بالانتقاد والتجريح.‏

والحاجة الثالثة هي الاحترام ..نعم فالمرأة تحتاج كثيراً للشعور بالاحترام ولاسيما من قبل الزوج ولعل للاحترام في الحياة الزوجية صورة مختلفة تتمثل بتمازج هذا الاحترام بالاهتمام العاطفي من خلال تذكر المناسبات الخاصة التي تتعلق بها وبالحياة المشتركة بينهما ،وفي كتابه التفاهم في الحياة الزوجية يقول الاختصاصي في علم النفس الدكتور مأمون المبيض عندما يستجيب الزوج لزوجته بطريقة تعترف وتعطي أفضلية لحقوقها ورغباتها تشعر بأنها محترمة وعندما تشعر بالاحترام يكون من السهل أن تعطي لزوجها التقدير الذي يستحقه..‏

اضافة إلى الحاجات المذكورة آنفاِ ولعلها الأهم تحتاج المرأة أيضا إلى الاخلاص والشعور به لأن الخيانة قد تكون أقسى ما يمكن أن يحطم قلب المرأة ويدفع بحياتها الزوجية الى الانهيار.. فالاخلاص له وقع كبير على رقم الحياة الزوجية وشعور المرأة بهذا الاخلاص يدفعها للتفاني أكثر في مراعاة حاجات الزوج ومنحه المزيد من العاطفة والحنان.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية