تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إذا أدركنا الوقت

مرايا اجتماعية
الخميس 5-4-2012
رولا عيسى

أحدنا لا يدرك اهمية الوقت والزمن الا بعد فوات الاوان الى ان نفسه تحت مآزق ضياع الوقت والعمر ، فالانشغال في الحياة او العمل قد يجعلك تنسى اشياء هامة في حياتك وقد تكون تلك الاشياء لا تحتاج لحظة او ثانية من وقتك .

سألنا البعض عن اشياء بسيطة لكنها ثمينة اضاعوها بسبب عدم ادراكهم لقيمة الوقت‏

تقول لانا ابراهيم اذكر انني يوما تلقيت هدية من والدتي وهي عبارة عن نبتة جميلة لطالما اعجبت بها اثناء زيارتي لها وبسبب اهمالي وانشغالي بعملي ومنزلي نسيت ان اسقي النبتة مع ان العملية لا تحتاج مني اكثر من دقيقتين ويبست ذكرى جميلة من والدتي ، ليتني اعطيتها بعضا من وقتي .‏

السيد عماد سعيد يقول لطالما اعجبت بزميلة لي في العمل وتمنيت ان تكون زوجتي لكنني في كل يوم كنت انشغل في العمل ويمر الوقت دون مصارحتها بإعجابي الى ان جاء اليوم الذي ارتبطت به لأخسرها مع ان الامر كان يحتاج لكلمة واحدة ،ربما هكذا هو قدرنا .‏

أشرف سليمان يقول تقدمت لإحدى الوظائف الخاصة المناسبة لشهادتي ونجحت في الاختبار الا أنني تأخرت عن موعد مقابلة مدير العمل الذي رفض استقبالي لعدم احترامي الوقت قائلا من يهمل الوقت مرة يهمله دائما وبالتالي لم أنجح في الحصول على فرصة جيدة لي في العمل ، والحياة .‏

تقول مها خسرت خطيبي بسبب عدم احترامي للوقت فكنت دائما لا التزم بموعد معه الى أن جاء يوم وسافر خارج البلد واتفقنا على وقت يتصل بي فيه بسبب صعوبة الاتصال الا انه اتصل في الموعد المحدد ولم أكن في تلك اللحظة في المنزل ووصلت بعد خمس دقائق وبعدها لم اسمع صوته أو أره مع انني احببته كثيرا .‏

الادارة الناجحة‏

ويرى علماء النفس والاجتماع ان مسألة الوقت باتت تحتل مرتبة هامة في حياتنا مع التطور التكنولوجي والعملي وأصبح الجميع يعمل على ادارة وقته لكن قد نخطىء أحيانا في تلك المسألة فنبالغ فيها في مكان ونقصر في مكان آخر وأهم الاخطاء المرتكبة في اطار تنظيم الوقت أننا نضع الأولوية للحياة العملية متناسين أن أشياء مهمة في حياتنا الاجتماعية والانسانية من شأنها أن تؤثر على سيرنا على الطريق الصحيح وأن تنعكس بشكل سلبي على عملنا وترتد بشكل سيء يؤدي لخيبة أمل أو للفشل .‏

من الضروري عند تنظيم وقتنا ان نضع أولوياتنا العملية بنفس مستوى أولوياتنا الاجتماعية والانسانية والأخيرة قد لاتحتاج الوقت الذي يحتاجه منا العمل وان استطعنا التوفيق بين الاطارين نجحنا في حياتنا دون ان نتخلى عن من حولنا ،ويحتاج تنظيم الوقت منا للحظات تأمل تجعلنا نرتب اوراقنا اليومية بشكل افضل كما انه يحتاج لتغيير بعض السلوكيات اليومية مثل الاستيقاظ باكرا او على الأقل بما يمنحنا وقتا للقيام بواجبات منزلية ضرورية قبل التوجه للعمل ، ولايؤثر علينا ان اعطينا جزءا بسيطا من وقت العمل للتواصل مع اشخاص لهم مكانة في حياتنا اما بالاتصال او بارسال الزهور او بالايميل .‏

وأثناء تنظيم الوقت علينا ان نأخذ بعين الاعتبار أشياء صغيرة لكنها مؤثرة مثلا مدة الوقت الذي نحتاجه للوصول الى العمل او لموعد ما وما قد يواجهنا من ارباكات وازدحام قد يؤخرنا عن الوصول في الوقت المحدد ، كما أن على الإنسان أثناء وقوفه أمام خيارين أو عدة خيارات أن يتخذ القرار الصحيح كما أن اتخاذ القرار الصحيح لا يكون لحظيا وانما تراكمي خاضع لتفاعلات كثيرة ومعلومات مخزنة في الدماغ وكلما كان دماغك منظما كانت قراراتك صحية وصائبة .‏

وتشير الدراسات الحديثة الى أن الإنسان الذي يعرف كيف يستغل وقته في أعمال مفيدة ونافعة، يكون أكثر سعادة من أولئك الذين يضيعون أوقاتهم من دون فائدة! فالسعادة مرتبطة بما يقدمه المرء من أعمال مفيدة .‏

جميل أن نفصل حياتنا الاجتماعية والانسانية عن العملية لكن الأهم أن نعرف كيف ننظم وقتنا بحيث لا نخسر أيا منهما .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية