|
عين المجتمع فالعيادة هي ذاتها بلوحة الترحيب بنا والمعنونة باسم الطبيب واختصاصه المخيف أمراض «داخلية – أورام» .. وهي ذاتها بألوانها الزاهية التي تخص «فرش» المكتب وكراسيه .. حتى اللوحات المعلقة على الجدران هي هي ذاتها.. لكن هذه المرة البنفسج المكثف والمبالغ به أحبط معنوياتي وزادني كآبة كما الجرعات التي يأخذها مرضى العيادة.. كآبتي ارتفعت درجات عكس معنوياتهم التي أراها مع البنفسج -ربما- تراوح في المكان .. الجديد في غرفة الانتظار أن لا جديد غير أنا وامي عكس الزيارات السابقة والتي كانت تعج بالزحمة والوجوه المريضة .. فأحمل كامل فضول جسدي وأقف منهكة ألما لمرض ربما أرثه عن أمي , وأتجه بكامل سؤالي الى الممرضة بثيابها البيضاء جدا والمبتسمة جدا أسألها : هل الأزمة هي السبب في استشفاء الناس من مرض السرطان ... أين المرضى ؟؟ غرفة المعاينة و الجرعات .. ؟؟ فتجيب الممرضة -البيضاء جدا- هي حالنا منذ مايقارب العام الكثير من مرضانا كانوا من المحافظات وحال الطرق والأمن والأمان حال دون قدومهم لموعد عملياتهم وجرعاتهم حتى .. «الله يكون بعونهم » صعقني كلام الممرضة وكدت أبكي كل ملامح وجه كنت أعرفه من تكرار رؤيته في زياراتنا السابقة وصارت ذاكرتي تستحضرهم قسرا : المرأة الشاحبة صاحبة «العباية» السوداء التي كانت من حمص .. وذاك الشاب الصغير الذي يعاني مرضا في المعدة رأسه الأصلع وابتسامته الدافئة التي لم يكن لورود البنفسج أي علاقة بها ..أظنه من الغاب ..!! والعجوز الآخر القابع فوق كرسي متحرك هل مات ؟؟؟ ماذا حصل لكل هؤلاء الذين أعرفهم ولا أعرفهم الذين للحظة باتوا يخصونني بقربى .. ياوطني الموجوع وياقاسيون وحرمون وجبل الزاوية وبحر طرطوس ياسورية الثكلى بنعوش من ياسمين وأشلاء قلوب .. كيف لطريق أن يقتل موعدا مع دكتور ؟؟ ويغتصب حقه في جرعة حياته وحلمه ؟؟ يا أمنا كان على أتوستراد حلب اللاذقية جسر الشغور حمص النبك دير عطية كيف أستطاعوا قنص الطريق والتعجيل بموت مرضانا إن لم يكن ارهابا وتجبرا كانوا السبب بـ«الكانسر» والجلطة قلبية .. سؤال برسم طلاب الحرية القابعين في بيوتهم وغيرهم يموتون .. اليوم أقلب كل لوحات العيادة التخصصية بالأورام واستبدل لوحات البنفسج بعلم سورية أريد به ومعه أن أكون قوية .. |
|