تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المـــرأة الســـورية.. وجه آخر للصمود والحياة

مجتــمـــــع
الخميس 5-4-2012
غصون سليمان

مايقارب العام والمرأة العربية السورية حاضرة في كل المواقع والساحات على الشاشات وفي الحوارات والمبادرات فهي الأم والمربية والحاضنة وهي المرشدة والمناضلة، الثائرة والمكافحة والعاملة والموظفة وربة المنزل..

وهي أول من دفعت الثمن غالياً حين فقدت الابن والأخ والأب والزوج والصديق والحبيب والقريب وكل أبناء الوطن الشرفاء، فكانت الوفية والصابرة والمضحية بكل ماتعنيه الكلمة من معنى فماذا قال أهل الرأي فيها وكيف وجدوا وعيها في ظل هذه الأزمة التي لامثيل لشراستها وخطورتها على سورية في العصر الحديث.‏

المطران سبيرودس فياض من مطرانية اللاذقية قال: لولا صمود المرأة العربية السورية لما صمدت سورية لغاية الآن، فهذه الأم التي ضحت وتضحي بأبنائها وتقول لدي اثنان ثلاثة أربعة وجميعهم فداء للوطن، وبالطبع هذه الأم لاتبيع الكلام، وتلك الأم الأخرى التي تقول أنا ربيت وأربي أبنائي على أن يكونوا جنوداً للوطن هذه أيضاً لاتبيع كلاماً ولا أحد يدفع لها لتقول ماتقول، هذا شعورها وإحساسها، إذاً دور المرأة السورية مهم جداً، فهي التي تضم وتحضن أبناءها وتخفف من أعباء الحياة على الأسرة، وتكفكف عليهم بحنوها ورعايتها لبعض النواقص وبالعامية «معلش يابني اليوم لايوجد أرز أو لحم أو زيت بكره إن شاء الله يتوفر كل شيء وتعود الأوضاع لطبيعتها» بمعنى هي الأم المدبرة التي تعمل يداً بيد مع الرجل.‏

ولكن بالمقابل وجدنا أن هناك بعض النساء كنّ يدفعن بأبنائهن إلى الشارع مقابل بعض المال ولو كان قليلاً فكان جواب السيد فياض أننا يجب أن نبحث عن السبب، أن نعالج المشكلة، إذ لا أحد في سورية يمكن أن يتصور شخصاً ما على شاشة التلفاز أنه ذبح مواطناً عربياً سورياً وقطعّه مقابل ألفي ل.س فهل يعقل أن هذا الشخص لم يرَ في حياته هذا المبلغ؟! بالطبع لا لكن هناك مشكلة في مساحة الوعي التي تعرضت للغسيل والتغييب، أيضاً أصحاب الملايين قتلوا أناساً لأنهم بحاجة إلى حبة مخدرات بقيمة 100ل.س إذ لم تكن بحوزتهم عند الحاجة لجرعة المخدرات مايجعلنا أن نبحث عن السبب كي نعالج المشكلة وأول ماتتوجه البوصلة يجب أن تكون باتجاه الأسرة وعيها، تربيتها، تماسكها قدرتها على ضبط الأبناء منذ الطفولة؟.‏

رمز للكبرياء‏

بدوره أشار السيد أحمد أسعد إلى نشاطات المرأة المتعددة حيث قال إذا أردنا إنصاف المرأة السورية التي شاركت الرجل في كل الساحات رفضاً للفوضى والتخريب والإرهاب وتأييداً للبناء والإصلاح، لابد أن ننظر إلى ماقامت به من فعاليات ومبادرات منها على سبيل المثال زيارة السيدات لأسر وعوائل الشهداء للمواساة وتقديم واجب العزاء وبلسمة الأحزان، وأيضاً زيارة الوحدات العسكرية وتقديم باقات الورد البيضاء والحمراء وشكر القوات المسلحة التي تحمي الوطن وتدافع عن كرامته وعزته، إلى جانب ظهورها في الساحات خارج الوطن وفي المغتربات تأييداً للإصلاح، وهنا لحظنا كيف ذهبت المرأة السورية إلى خارج الحدود إلى لبنان والأردن وروسيا والصين تقديراً للمواقف الإنسانية لهاتين الدولتين وتقديم الشكر لهما وكذلك للشخصيات الوطنية والعروبية التي نطقت بكلمة الدولتين وتقديم الشكر لهما وكذلك الشخصيات الوطنية والعروبية التي نطقت بكلمة الحق فيما يحاك ضد سورية.‏

وأضاف السيد أسعد موضحاً: مالفت نظري كرجل يتابع الأحداث بدقة ذلك الكبرياء الكبير عند أمهات الشهداء وهُنّ يزغردن لدى استقبالهن لأبنائهن الذين عادوا شهداء إلى حضن مدنهم وقراهم، مع إصرارهن على تقديم ماتبقى من أفراد الأسرة كرمى لعيون هذا الوطن، وبالتالي ما أكثر ماظهر من سيدات عظيمات كأمثال أم يوسف الطرطوسية التي شهدت حقبة الاستعمار الفرنسي وذاقت من ويلاته ماذاقت فكانت في المقدمة‏

تدافع عن الوطن بصوتها وكلماتها وحضورها في معظم الساحات وبالتالي كان هناك العشرات بل المئات من أمثال هذه السيدة في كل المحافظات السورية، فهل سمع العالم هذه المرأة الجزراوية التي تقول بلهجة المنطقة «اللي طال ظفر من الجيش يطال قلبي»، «نحن وأولادنا شهداء في سبيل الوطن».‏

هذا الحراك بمجمله للمرأة هو نتاج رائع جداً، فالأمهات والسيدات والشابات وربات المنازل على امتداد ساحة الوطن كل كان له دوره وفاعليته فرأينا كيف كان للمرأة الجولانية حضورها المتميز في التعبير عن مشاعرها تجاه مايحدث في سورية، وكذلك المرأة الحورانية الحرة التي جسدت مصداقية ماحصل في درعا.‏

وكذلك المرأة الحموية وهي تصرخ في وجه دعاة شيوخ الفتنة محملة إياهم مسؤولية قتل أبناء هذا الوطن وهذا ماينطبق على المرأة في التأكيد في جميع المحافظات والتي نفتخر ونعتز بها.‏

وبّين السيد أسعد كيف عبّرت المرأة عن دورها الكامل فعملت على استقبال الوفود النسائية من لبنان والأردن لافتاً أن النساء السوريات أثبتن بأنهن حرائر الوطن بحق لاكما أرادوه أعداد الوطن مزيفاً، لقد كان لصدى زغاريدهن وقع في قلوب أعداء الأمة مما أرعبهم، وهُن يستقبلن لآخر مرة فلذات أكبادهن، لذلك كان موقف أم الشهيد متميزاً بالإيمان وقدسية الوطن، وإنهن بحق مربيات فاضلات تحدين قسوة الظروف وأبين إلا أن يمارسن دورهن داخل صفوف العالم وخارجه، حيث استشهد العديد منهن، فالمرأة العاملة والطبيبة والمهندسة وذكرى عطرة في ديوان شرف هذه الأمة تعتلي المكانة الرفيعة حيث تكون موضوع الحديث والذكرى.. أعزّ الله سورية الأم وحمى الوطن الأب وكل أبنائه الشرفاء الذين ضحوا بأغلى مالديهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية