|
آراء نحن الذين عشقنا ياسمينك المتفتح مزهواً بتاريخك .. لانملك من أجلك سوى دمنا ، وخوفنا ،ومجموعة من الأغاني العاشقة، نرددها في تراتيل حزينة ، ونحن نرقب دمك يمشي في شوارعك الطويلة من الماء إلى الماء.. لاأدري أنبكيك ، أم نبكي أرواحنا المسبية بفتاوى التكفير ، أخاف أن يكون القادم أكبر ، وأكثر.. آه يادمشق .. نخاف عليك من سكاكينهم ، وسواطيرهم ، وأنيابهم ، وعربدتهم العاهرة ، نخاف على دمنا من فتاويهم الكافرة ، نحن يادمشق في زمن الردة ، زمن العهر المعلن .. زمن الكفر المعلن .. أهو آخر الزمان ، أم بداية الزمان ؟! أيأتي المهدي والمسيح لتطهير المكان والزمان ؟! في زمن الردة يادمشق .. يرفعون شعارات سفك دمنا ، الرأس البشري بمئة دولار ، الاغتصاب بمئة دولار ، التقطيع بالساطور بمئة دولار .. ونقرأ في صحف الصباح : «الصهاينة في قصور ملوك النفط ».. «سورية تطرد من الجامعة العربية » « وأردوغان يتهدد ويتوعد دمشق ، » «سعود الفيصل يتهدد ويتوعد دمشق ، حمد القطري يتهدد ويتوعد دمشق ، » «نتانياهو يتهدد ويتوعد دمشق ،» كلهم يتهددون دمشق ويعدونها شراً» السؤال :» من منهم أكثر صهيونية من الآخرين ؟! كلهم صهاينة . منذ عقد من الزمان و شمعون بيريز يرسم لإسرائيل دخول هذه الجامعة العربية، يبدو ، لا ، في الواقع .. أخرجوا سورية من الجامعة لتدخل إسرائيل .. تقول ليفني وزيرة خارجية الكيان الصهيوني السابقة : « على العالم أن يتعاون مع المعارضة السورية لإسقاط دمشق . وأن أحداث سورية تفتح فرصة لقنوات تعاون مع الجامعة العربية والدول العربية ». لا أستغرب مثل هذه التصريحات .. فالقنوات بين عربان النفط وبين تل أبيب مفتوحة على آخرها ، والتعاون على دمشق آخر مبتكرات هذا التعاون الصهيوني الخليجي . العالم كله شاهد كيف تعانق رئيس الاستخبارات الإسرائيلية مع سعود الفيصل في مؤتمر دافوس ، كان العناق بينهما حاراً ، وحميماً .. «معرفة قديمة ..» كما تقول الأمثال المصرية هذا العواء الذي نسمعه من الدوحة ، هو عواء أمريكي إسرائيلي .. في الواقع: «هناك صراع بين العروبة والصهيونية ، صراع قديم جديد ..ولن يتوقف .. في العالم العربي فريقان: فريق يقف مع أمريكا وإسرائيل ، وفريق يقف ضد أمريكا وإسرائيل ». يقول رولان دوما وزير خارجية فرنسا الأسبق: « الحرب الدائرة على سورية في مصلحة إسرائيل ، وسورية تدفع ثمن مواقفها» سألني أحدهم: من أكثر عدوانية على سورية ... العربان أم الغرب الصهيوني؟!» الأكثر عدوانية على سورية هم الذين يدعون العروبة والإسلام ويرسلون القتلة لقتل السوريين . ... دمشق.. أيتها القابضة على عروبتك كالقابض على الجمر تحية للدماء التي روّت ترابك الطاهر ، ستظلين يادمشق عصية عليهم ، وستظلين تدفعين ضريبة الكرامة والشرف كصبية طاهرة.. لشوارعك ، لأهلك ، لتاريخك ، لمجدك ، ترفع البيارق العالية.. فخر أي عربي في هذا الزمان أن ينتمي إلى دمشق .. وحده الياسمين في دمشق مخضب بدم الشهداء ، تتناثر أوراقه على النوافذ ، والبوابات ، مستنهضاً الناس مع فجر الصلوات : « هيا على النضال ». |
|