تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تدخين الصغار يبدأ من تقليد الكبار

مجتمع
الأثنين 26-1-2009م
ابتسام هيفا

في الآونة الأخيرة أخذت ظاهرة تدخين الطلاب في المدارس في الانتشار ....

وفي دراسة جديدة أجراها باحثون أمريكيون فإن الأطفال يدمنون على التدخين بسرعة كبيرة، وفي بعض الحالات يكفي تدخين سيجارة واحدة ليدمن الطفل. وتوصلت الدراسة إلى أن المراهقين يكتسبون عادة التدخين من الوالدين والمعلمين والزملاء المدخنين وأن المراهقين أكثر عرضة للإدمان بسبب النيكوتين لأن أدمغتهم لاتزال في طور النمو وأن الأطفال والمراهقين يستخفون بخطورة النيكوتين لأنه غير محظور ولأنه لايأبه بخطورة المواد المخدرة الأخرى .‏

وفي دراسة أخرى توصل الباحثون إلى أن البنات يدمن بسرعة أكبر ممايدمن الأولاد فقد استغرقت البنات ثلاثة أسابيع ليدمن في التدخين بينما الأولاد فقد أدمنوا خلال ستة أشهرمن بداية التدخين.‏

يقول الأستاذ نبيل صافية: عضو الجمعية السورية للعلوم النفسية والتربوية ومحاضر في كلية التربية تعددت مواقف الدارسين لأثر التدخين على المراهقين ....و لكن أكثرها أهمية تشجيع المواقف الرافضة لاستعمال التدخين بهدف تقليل ذلك الاستعمال - خصوصاً بعد تجريب التدخين وقد أكدت معظم الدراسات النفسية أثر التدخين في الشباب بصورة عامة والمراهقين بصورة خاصة وأن المعرفة الدقيقة لآثار التدخين وما يتركه من عواقب اجتماعية وشخصية يؤدي إلى الإقلاع عن التدخين .... وقد سعت تلك الدراسات إلى تصحيح المفاهيم الاجتماعية عن التدخين وآثاره السلبية وبينت أن هناك علاقة موجبة بين استعمال التدخين وعدد من المشكلات الاجتماعية الأخرى إضافة إلى المشكلات النفسية الشخصية كعدم التحكم بالنفس من أجل التدخين وخصوصاً أنه يؤدي إلى الإدمان وهدر المصروف اليومي أوالشهري ... ولكي يستطيع المراهق الإقلاع عن التدخين لابد من الإفادة من برامج التوجيه والإرشاد التي تقدم عبر وسائل الإعلام المختلفة وممارسة الأنشطة والهوايات لمواجهة الفراغ كي يبتعد عن الضياع والانحراف ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن التدخين يؤدي إلى نشوء مشكلات اجتماعية و اقتصادية ونفسية ....‏

التدخين في المدارس:‏

السيدة فيحاء كلاس مديرة مدرسة دار السلام قالت: لايوجد عندها في المدرسة طلاب يدخنون فهي تضع مراقبين في الأماكن التي يمكن أن يدخن فيها الطلاب كالحمامات وبحال وجدت هذه الظاهرة لديها تستعين بالمرشدة النفسية التي تبحث عن الأساليب التي جعلت المراهق يدخن وتعالجها ويتم استدعاء الأهل وإخبارهم .... وتتابع السيدة فيحاء أنها ضد تنبيه الطلاب في المدارس على حثهم على عدم التدخين وأضراره لأنها بهذه الحالة تدفعهم كي يدخنوا ...ولكن عندما تصبح هذه الظاهرة موجودة تلجأ إلى التوجيه و الإرشاد والتذكير بأضرار التدخين ومساوئه .‏

وفي مدرسة أخرى في قدسيا طلبت مني مديرة المدرسة عدم ذكر اسم مدرستها وتقول: بأن ظاهرة التدخين موجودة عندها في المدرسة ليس بين الشباب وحسب بل بين الفتيات أيضاً هذا ماقاله لي الطالب سامر الذي أخبرني أنه أثناء الفرصة يذهب هو وأصدقاؤه إلى وراء المدرسة وأحياناً في الحمامات ويدخنون السجائر وأحياناً يذهبون إلى الحديقة من أجل هذه الغاية وعندما سألت سامر عن الأسباب التي دفعته إلى التدخين قال: إن والديه مدخنان ويحب أن يقلدهما وعندما سألت المرشدة النفسية أجابت بأن الأهل يلعبون الدور الأكبر في تحديد الاتجاهات السلوكية لأبنائهم فعندما يبرر الأب قوله : إنه يدخن لكي يخفف من همومه فمن الطبيعي أن يعتقد أولاده بأن التدخين هو وسيلة للهروب من المشكلات . وعندما سألت الطالب سامر البالغ من العمر 14 عاماً عن شعوره عندما يدخن السجائر قال لي : عندما دخنت أول مرة راودني إحساس غريب فقد شعرت بنشوة حقيقية .‏

بحسب تقديرات إحدى الدراسات فإن حوالي 11? من الأطفال يدخنون في حال كان أحد الأبوين مدخناً وترتفع هذه النسبة لتصل إلى 67? وأحياناً إلى 78? إذا كان كلا الأبوين مدخنين.‏

لم يلم السيد رعد صبورة - موجه تربوي- ولده عندما علم بأنه يدخن ....بل وجه اللوم إلى نفسه كونه مدخناً يقول « لاتنه عن خلق وتأتي بمثله ». ولأنني مؤمن بهذا القول فقد شعرت بالضعف تجاه ابني وكثيراً مالمت نفسي كوني مدخناً ولابد لي أن أتخلص من هذه المشكلة وكثيراً ماقلت له بأني مخطئ وخطئي من كوني أجد صعوبة في التراجع عنه .‏

ولكني عددت لولدي مضار التدخين مع ثقتي أنه لن يمتنع عنه ولكن أؤكد أن مشكلة التدخين عند المراهقين لاتحل بالقسوة ....إنما بالتوجيه والإرشاد .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية