تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عندما ننسج أحلامنا في «قصص ما قبل النوم»

فنون
الأثنين 26-1-2009م
رنده القاسم

لما أمطرت السماء كرات علكة ملونة أدرك«سكيتر» (آدم سندلير) أن النهايات التي يضعها طفلا شقيقته للقصص التي يرويها لهما قبل النوم تغدو حقيقة في اليوم التالي،

وهكذا قرر الشاب الاستفادة من هذه الظاهرة و دفع الطفلين«باتريك » و «بوبي» لوضع نهاية سعيدة لقصة حياته التعيسة التي عانى فيها قلة التقدير لإمكانياته على مدار 25 سنة أمضاها بالعمل في فندق كان والده يملكه يوما و لكنه, عند إفلاسه, باعه ل»باري نوتينغهام»(ريتشارد غرفيث) مع وعد بأن يجعل»سكيتر»مديرا له ، و ها قد حانت الفرصة مع افتتاح فندق جديد و الحاجة لتعيين مدير له و لكن المنافسة شديدة من قبل صديق «فيوليت» ابنة «نوتينغهام» .‏

و خطأ «سكيتر» يكمن في انه علم الطفلين بأن النهايات السعيدة لا تكون في الحياة و هكذا تفلت من يده زمام الأمور و لا يستطيع كبح جماح خيال الطفلين تجاه نهايات غير تلك التي كان يخطط لها، و هنا كان لا بد من تدخل روح الراوي الأصلي لقصص ما قبل النوم و هو والد«سكيتر» إذ يخاطب الشاب ليتمكن هو بنفسه من رسم نهاية سعيدة لقصته مع ظهور عنصر جديد فيها و هي جيل(كيري روسيل)التي منح وجودها الرقيق نكهة خاصة للفيلم هذا مع الأداء الكوميدي الذي يميز «سندلير» فكان لظهورهما معا سحر خاص ، و لابد من الإشارة إلى جمال و بساطة أداء الصغيرين و «نوتينغهام» الطيب جدا و الخائف جدا من الجراثيم.‏

و حلول فيلم «قصص ما قبل النوم ـ Bedtimes Stories»من إخراج «آدم شانكمان» في المرتبة الأولى ضمن قائمة أفضل عشرة أفلام ما هو إلا إشارة إلى الحاجة لأفلام بسيطة فكاهية و رومانسية و تعبر عن أحلام كثيرين يشعرون بأن الحياة لم تكن منصفة معهم بالشكل الذي يتوقعونه أو يتمنونه إذ يحلقون لبعض من الوقت في عالم يمكن فيه رسم الأحلام و لو على شفاه طفلين لتتحقق و لو بشكل غير الذي يحلمون به و لكنه بالتأكيد سيكون الشكل الأنسب و الأجمل إذا ما لعبوا دورا حقيقيا و لم يكونوا مجرد متفرجين و حالمين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية