|
فنون ولكن إلى أي مدى تحقق هذه الأفلام شرط الجماهيرية ؟ وهل ساهم المخرجون السينمائيون السوريون عبر أفلامهم هذه في تهجير الجمهور من الصالات حقاً ؟ ألا يكشف الازدحام الذي يحصل أمام صالة عرض الفيلم السوري في مهرجان دمشق السينمائي
زيف تلك الادعاءات أم أنها حالة طارئة ترتبط بمناسبة معينة لا نستطيع تجييرها لتكون حالة عامة ؟ لا بل أصلاً هل من مهمة أفلام المؤسسة أن تكون كلها جماهيرية ؟.. الفيلم السوري ليس له جمهور في سورية! د.إبراهيم نجمة صاحب صالة عرض ومستثمر في مجال السينما يؤكد أهمية الفيلم الذي تُنتجه المؤسسة ولكنه يرسم إشارات استفهام حول تعامل الجمهور معه ، يقول : للأسف الفيلم السوري في سورية ليس له جمهور رغم أنه من المُفترض أن يشجع السينما السورية
ولكننا نعرض الفيلم السوري في الصالات فنُفاجأ أن هناك إحجاماً على الحضور حتى قبل أن يعرف المشاهد مستوى الفيلم ، وبالتالي إن خيرتني بين عرض فيلم سوري أعرف أنه الأجمل وبين فيلم مصري أختار عرض المصري لأن له جمهوراً أكبر . فدائماً يُعتبر الفيلم السوري غير تجاري ويتناول موضوعات هادفة لأننا اعتدنا أن يكون المنتج هو المؤسسة العامة للسينما ، لكن الأفلام التي تجذب الناس هي ثلاثة أنواع (الكوميديا بالدرجة الأولى، الأكشن بالدرجة الثانية ، الحب بالدرجة الثالثة) وحتى قصص الحب المُفرحة تجذب الجمهور أكثر من قصص الحب التي فيها مرض وكآبة ، وإن أردانا تقديم فيلم جماهيري لن يكون لدينا القدرة على إنجازه في فيلم أكشن (لا نحن ولا أي دولة عربية) فيبقى أمامنا الفيلم الكوميدي وبغيره لن يُجذب الجمهور للسينما ،
فأذكر عندما عرض فيلم (رسائل شفهية) أنه حقق إيرادات جيدة لأنه كوميدي ، فالناس لايأتون للسينما كي تضعهم في جو من الحزن . وحول سؤال (اتهام أفلام المؤسسة بأنها غير جماهيرية ، أهو اتهام باطل ؟) يقول : بالطبع هو اتهام باطل فهي تنجز أفلاماً ليس من مهامها أن تكون ذات مستوى تجاري وإنما أن تأخذ بعداً ثقافياً وتوجيهياً على مستوى جيد ومثل هذه الأفلام ليس لها جمهور إلا عدد من المثقفين وهو جمهور محدود جداً ، ولكن القطاع الخاص من وظيفته أن ينجز أفلاماً لها جمهور . الكلام فيه تجن كبير إن كانت هذه وجهة نظر القطاع الخاص وعدد من أصحاب الصالات فما هي وجهة نظر المخرجين أنفسهم ؟.. المخرج سمير ذكرى أكد أكثر من مرة على البعد الأهم الذي تتمتع به الأفلام السورية فهي (حازت على جوائز كثيرة وجاء وراء كل جائزة عدد كبير من المقالات في الصحافة الأجنبية) ولكنه بالوقت ذاته يشدد على أن هناك أفلاماً حصدت جماهيرية متميزة ففيلم (علاقات عامة) الذي أنتجته المؤسسة وعُرض في اللاذقية وحمص حضره جمهور كبير اكتظت به الصالة على مدار أيام العرض .
أما المخرج عبد اللطيف عبد الحميد فتحدث عن رؤيته حول مقولة (أيها المخرجون السوريون أنتم من أفقد الصالات جمهورها) فقال : إنني لست مع هذا الكلام ، والقول : إن السبب هو أفلام المؤسسة فيه تجن كبير ، لأن هناك أفلاماً من إنتاجها ذهب الناس إلى الصالات خصيصاً لمشاهدتها ، ولكن الظرف اليوم تغير ، فالصالات (عتقت واهترأت) وانتشرت الفضائيات أضف إلى ذلك عمليات سرقة الأفلام فما أن يُعرض فيلم جديد حتى تُفاجأ بأنه يُباع في السوق على أقراص (DVD) كما أن المستثمرين يضعون أموالهم في الأعمال التلفزيونية حيث دورة المال فيها أسرع بكثير ، وتصحيح هذا الأمر لن يتم إلا بإعادة صياغة السينما ضمن مولات تجارية وصالات متعددة وعندها يعود الجمهور ، واليوم هناك صالات تعرض أفلاماً يذهب الجمهور ليحضرها كما في سينما الشام . ورداً على سؤال (قلت إن الناس يذهبون لسينما الشام.. فأين موقع الأفلام السورية ؟) قال: : دعنا نعرض هذه الأفلام في صالة الشام لنرى إن كان الجمهور يأتي أم لا ؟.. أضف إلى ذلك أن صالة الكندي تم تحديثها ، فلنرى ما سيحدث إن عُرِضت هذه الأفلام .. |
|