|
|
الجولان في القلب
بتلك الكلمات التي تدعو للتفاؤل والعزيمة والإصرار والتي تعبر وتدل على ثقة بالمستقبل، بدأ أبو محمد حديثه المملوء بالشوق والحنين إلى قريته سكوفيا التي لم تفارق وتبارح مخيلته المكتنزة بالذكريات الجميلة ويضيف أبو محمد أن سكان القرية يشاركون بعضهم الأفراح والأتراح ويتعاونون في مجالات عدة ولعل أبرز ما كان يميز أهل البلدة حب العلم وتسابقهم لتعليم أولادهم وفقيرهم قبل غنيهم ويتعاونون في الزراعة، والذي كان يرغب بالبناء يساعده أهل البلدة بحفر الأساس ونقل الحجارة والرمال والحصى من بحيرة طبرية أما في الأفراح والأعراس فقد كنا نقدم لأهل العريس الذبائح واللبن والأرز والبرغل ونساعد في إعداد الطعام للضيوف ولأهل القرية، كما كان يقدم للعروسين (النقوط) أما في رمضان والأعياد فكان أبناء القرية يتبادلون العزائم في رمضان وكان الأغنياء يكسون أولاد العائلات الفقيرة والأيتام والأرامل. وفي العيد وبعد الصلاة مباشرة كنا نتناول الإفطار في البيوت القريبة من المسجد ثم ينطلق الجميع للمعايدة وتبادل التهاني لجميع بيوت القرية بدون استثناء. أما السيد أبو مروان المطلق وهو في العقد السابع من العمر وحاله كحال أبي محمد يؤكد أن الأيام السابقة كانت أجمل وأحلى فقد كان الجميع يتشارك في كل شيء حيث كانت الألفة والمحبة سائدة بين الجميع ففي الأحزان كان أهل البلدة جميعاً يقفون مع أهل المتوفى ويشاركونهم مصابهم وأحزانهم وكانوا يقدمون الطعام لأهل الميت لمدة أسبوع، ومن العادات الحميدة التي كان يتمتع بها أهل سكوفيا تقديم العون والمساعدة للأشخاص الذين لا يملكون أرضاً للزراعة أو أي مصدر من مصادر المعيشة، وفي حال تعرض أي فرد أو بيت من بيوت القرية للمخاطر يهب الجميع للنجدة وأكبر عار يلحق بالمتخلف بدون عذر وخاصة في القضايا التي تمس الشرف والكرامة. وكان أهل البلدة يقيمون أفضل العلاقات مع القرى المجاورة ويشاركونهم أفراحهم وأتراحهم وكانوا يتسابقون لحماية المستجير بهم، ويؤكد السيدان أبو محمد وأبو مروان أن هذه العادات التي ذكراها هي عادات متأصلة في جميع قرى جولاننا khaledgolan@yahoo.com ">الحبيب. khaledgolan@yahoo.com |
|
