تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من الذاكرة الجولانية.. «الـــــــــــــــــــدورة»

الجولان في القلب
الأثنين 26-1-2009م
اسماعيل جرادات

الذاكرة الجولانية مملوءة بالذكريات التي عشنا أدق تفاصيلها في جولاننا العربي السوري قبل الاحتلال عام 1967 وإن كنا صغاراً لكن هذه الذكريات ستبقى ماثلة في أذهاننا.

الذاكرة تحكي قصة عشق لقرية صغيرة عشنا فيها بعضاً من حياتنا.. هذه القرية التي كانت وما زالت رغم دمارها من قبل العدو الصهيوني صامدة تحكي قصة صمود أهلها قبل العدوان وأثناءه،‏

قصة تضحية وفداء لكل فرد من سكانها على الرغم من أعدادهم القليلة، لكنها حكاية فخر واعتزاز لمن كانوا وما زالوا صامدين ينتظرون يوم عودتهم ليس لقريتهم فحسب، إنما لكل أرض الجولان.‏

قريتنا اليوم تحكي قصة قرية إذا جلست على شرفات منازلها فإنك سترى جبال الجليل أمامك.. ترى بعضاً من قرى فلسطين المحتلة..‏

إنها قرية «الدورة» والتي تقع إلى جوار جسر بنات يعقوب بالقرب من قرية جرابه غرب الجولان، تمتد القرية حول التفاف الطريق المحيطة بوادي حوا، من هنا جاءت تسميتها الدورة، من أطراف قرية الدورة تنبع عين ماء وتسير من منحدر وادي حواء عبر البطيحة إلى طبريا، وقد استوطنت هذه القرية قبائل بدوية من سبط اللويسية.‏

قال عنها شخومر في كتابه «الجولان» عام 1888 إنها خرابة مكونة من ثمانية بيوت شتوية تتبع لعرب «الويسية» وتقع بين وادي الفاخورية والصنابر.‏

من ناحية الغرب والجنوب القرية مفتوحة الآفاق بينما من الشرق محمية بمدرجات بازلتية، يظهر فيها آثار وأعمدة تدل على أنها بوابة أو مدخل مدينة قديمة، من هذه النقطة يمكن رؤية آثار صور باتجاه الجنوب الشرقي وحجارة كانت مستعملة للبناء يبلغ طولها نحو ستة أقدام.‏

القرية نفسها تقع داخل السور ولا يوجد بها ما يلفت النظر، قرب المدرجات البازلتية يوجد نبع «عين الدورة» وليس بعيداً عنه وباتجاه الشمال الغربي يوجد نبع آخر تروي مياهه حقول الذرة بوادي الدورة حيث أقام السكان مطحنة تعمل بقوة المياه، تنمو شجيرات كثيفة من «الدفلة» وغيرها بهذا الوادي الذي تجري به المياه بشكل دائم وتصب بوادي الصفا ومن هناك إلى منطقة البطيحة وثم بحيرة طبريا بين الدورة والعلمين يوجد العديد من «الدولمين» المحفوظة بشكل جيد ومغطاة بقطع صخرية كبيرة.‏

نبع الدورة يقع في أعلى التلة التي تتوضع عليها أبنية القرية، ويذكر بعض المؤرخين أنه عند هذا النبع قد دفنت إحدى بنات ملوك الروم، وهذا يدل على الموقع الأثري لهذه القرية التي لم تسكن بها سوى عائلة واحد.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية