|
رؤيـــــــة بعد آخر الصفحات أو المساحات المخصصة لنشر أعمال الفنانين على حساب تغييب النصوص النقدية والتحليلية، بحيث باتت معظم الكتب التشكيلية التي تصدر عندنا بمثابة ألبومات صور لأعمال الفنانين. هكذا تتصاعد أزمة الوصول إلى الكتاب النقدي والتحليلي مع ارتفاع موجة الإصدارات الجديدة عندنا، ويكفي أن نتصفح بعضها (كلفة الكتاب الواحد تتجاوز حدود النصف مليون ليرة سورية) حتى ندرك أن أزمة نشر الكتاب التشكيلي في هذه المرحلة ليست مادية، وإنما هي أزمة استمرارية هذا النهج الاحتفالي أو الاستعراضي الذي يغري العين أكثر ما يمنح القارئ ثقافة تشكيلية علمية وتحليلية. فالثقافة التشكيلية المحلية في تطلعاتها وتشعباتها وتفرعاتها هي بأمس الحاجة إلى دراسات موسعة ومعمقة وقادرة على تغيير المنهج النقدي والأذواق الفنية، وذلك لأن الشكوى المتواصلة تشير إلى وجود خلل مزمن بين اللوحة والجمهور، فالكلمة عند العرب ومنذ أيام الجاهلية هي الساحرة، وبالتالي فهي الأكثر قدرة على تقريب الفن التشكيلي من الناس في خطوات إطلاق رؤى تحليلية جديدة لتنويعات الحداثة، والكلمة على هذا الأساس هي القادرة على إيجاد حالات الموازنة والمواءمة في الكتب التشكيلية ما بين المظهرين الإخراجي والجوهري. |
|