|
ثقافة العزة لغزة وقد انغرست أقدام الأمهات الثكالى في تراب الوطن يتزغردن بأنشودة الشهادة وهن يودعن أولادهن بصوت يحمل كل حزن الأمهات وتحدي الحرائر «فداك ياغزة». العزة لغزة المقاتلة بسواعد مقاومين التحفوا الليل، ولم تغمض عيونهم عن الذئب الجائع يريد فريسة يلعب بها ليروي ظمأه إلى الدماء... العزة لغزة المنتصرة على الخونة والمجرمين لم ترهبها آلة تحلق في الجو أو تأتي من البر والبحر وهكذا يتوالد الكلام من الحدث ليعبر عن هوله وعمقه، لذلك يتوافد الظامئون إلى ساحات الثقافة كمن توافدوا إلى ساحات القتال، فالصراع صراع بالفكر والجسد والروح من أجل وطن متغلغل في حنايا كل من يؤمن به، ويحرص عليه، ويضحي من أجله. ما أشبه اليوم بالأمس، وقد نزفت الجراح فروت الأرض بدم زكي، وتنادى الأبطال وهبت الحرائر يدفعن بأولادهن لحماية الأرض. وما أشبه يومك بأمسك يامدينة أبي الفداء وقد فزعت (لغزة العزة) بعد أن فزعت في يوم لنصرة أخواتك من مدن القطر وقد أوجعها احتلال فرنسا. ها أنت تستقبلين أنباء العروبة والإسلام لنصرة غزة الجريحة، تدين الحمية والحماس في أجساد أبنائك، ووعيهم، إيماناً منك بأن للكلمة عند الشدائد وقع الرصاص في ساحة المعركة. وهاهم أبناؤك يحتشدون في مدرج دار الأسد للثقافة والفنون، يدفعهم حماسة للقضية، وقد أعد برنامج ثقافي جهد الأستاذ محمد عارف قسوم، مدير الثقافة في حماة، أن يكون متكاملاً، ناجحاً ملبياً لطموحات القادمين لنصرة غزة، فتكامل المهرجان بين محاضرين من أنحاء الوطن العربي، ومن خارجه وبين حضور نوعي توافد بأعداد كبيرة. ولعل حضور القيادة السياسية في حماة على مدى أيام المهرجان، السادة عدنان العزو أمين فرع حماة لحزب البعث والسيد عبد الرزاق القطيني، محافظ حماة، وأعضاء قيادتي فرعي حماة للحزب والجبهة وأمناء وأعضاء قيادات الشعب الحزبية والمنظمات،والحضور الإعلامي قد أعطى مفهوماً آخر يؤكد أن فلسطين، كما كل جزء محتل من هذا الوطن هي قضية كل فرد فيه. كانت المحاضرات متنوعة بما تضمنته من أفكار، وموحدة بمحاورها حول غزة لكنها أجمعت على انبثاقها من وجع الوطن سواء بمن قدموا من لبنان وهم: المحلل السياسي ناصر قنديل، وسماحة الشيخ تامر حمزة، مسؤول العلاقات بحزب الله، والدكتور أسعد الحمراني، مسؤول المؤتمر الشعبي اللبناني، والمحلل السياسي ميخائيل عوض، والمفكر القومي معن بشور الأمين العام للمؤتمر القومي العربي. أم بمن قدم من الأردن: الأستاذ المهندس علي حتر، عضو لجنة مقاومة التطبيع النقابية أم القادم من تركيا، نقابة الكتاب الأتراك، رئيس فرع أنطاكية د. محمد قرصو أم من فلسطين: نواف هايل التكوروري، مسؤول العمل الشعبي في حركة حماس والدكتور فضل ثرورو أمين سر المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والقيادة العامة، وبشار شلبي، القيادي في حركة حماس، ود. أنور طه، عضو القيادة السياسية على الجهاد الإسلامي، أبو أحمد فؤاد عضو القيادة السياسية على الجهاد الإسلامي ،الأستاذ فاضل الربيعي من العراق، الروائي ورئيس تجمع الأدباء والكتاب العراقيين المناهضين للاحتلال. أما من توافدوا من محافظـات قطرنا فكانوا: سيادة مطران إيسيدور بطيخة، ود. الباحث أحمد عمران الزاوي، ومريم خير بك، والباحث والصحفي عطية مسوح. بينما قدم الشاعر فؤاد حيدر، رئيس جمعية الزجل في سورية، والشاعر أبو عرب مع فرقته الشهيد ناجي العلي أمسية غزاويه بامتياز حاكت المشاعر والفكر بكل ما قدمته. وانتهى المهرجان بمسرحية حكاية مدينة اسمها غزة من إنتاج مديرية الثقافة في حماة وإخراج محمد شيخ الزور.. وعلى الرغم من حضور المرأة في أيام وساعات المهرجان إلا أنها كانت أيضاً على ساحة الاعتصام، مؤكدة أن هذا الوجود دائم لها، في مواقع العمل الذي تميز من خلال نشاط الآنسة سلام سنقر، بكل دأبها ونشاطها إلى جانب نساء يشغلن مواقع علمية وثقافية وشعبية تؤكد أن المرأة مازالت تعمل وتعمل لتأكيد وجودها إلى جانب الرجل على ساحة النضال بكل أشكاله. وهكذا بعد خمس وأربعين سنة من غيابي عن هذه المدينة التي لاتزال نواعيرها تغني لعاصيها، وللأرض أعود لأجد نفسي وكأني لا أزال في ستينيات القرن العشرين بكل ألقها ونبضها وزخمها وفي هذه المدينة العزيزة على قلبي، ولاسيما وأن صمود غزة يغذي هذا النبض ويؤجج مشاعر الاعتزاز. |
|