تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قنوات أخرى ستبث نداء غزة.. الصحف البريطانية: منع بي بي سي له يقوض سمعتها.. وزراء : تخاف من إسرائيل.. اتخذت القرار الخاطئ

سانا ـ وكالات ـ الثورة
أخبار
الإثنين 26-1-2009م
هل تفلت اسرائيل بما ارتكبت من فظائع ضد المدنيين العزل في عدوانها على غزة سؤال تطرحه كل وسائل الاعلام العربية والعالمية غير المنحازة والتي تطالب بفضح جرائم اسرائيل من قبل الهيئات والمنظمات الدولية

المسؤولة عن حماية القانون الانساني الدولي خاصة وانها استخدمت كل الاسلحة المحرمة دولياً بما فيها الفوسفور الابيض واليورانيوم المنضب لحرق المدنيين وايقاع اكبر الخسائر البشرية وحاولت التعتيم على جرائمها بمنع وسائل الاعلام من دخول قطاع غزة لتوثيق مايجري على الارض.‏

محاكمة مجرمي الحرب‏

وبهذا الصدد أكدت اكدت صحيفة (البيان) الاماراتية ضرورة فضح الجرائم التي ترتكبها اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة مشيرة الى تزايد المطالبات من قبل جهات وهيئات رسمية وغير رسمية بمحاكمة المسؤولين الاسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب في عدوانها الاثم على قطاع غزة.‏

واوضحت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم امس ان جهات وهيئات عديدة تدفع في هذا الاتجاه وتبني قضيتها على أدلة وحيثيات ميدانية مؤكدة أن الفرصة سانحة الان والقضية قوية للمحاكمة داعية الى جمع عناصر الدعوى واعداد ملفها لاحالة المتهمين الاسرائيليين الى القضاء الدولي.‏

وقالت ان اسرائيل اعتادت في حروبها وممارساتها العدوانية على الافلات من المساءلة والمحاسبة وحجب الاضواء عن جرائمها وفظائعها بالذات ضد المدنيين العزل عبر هيمنتها على الاعلام الخارجي الذي كان يشارك في التغطية والتمويه على جرائمها اما بالتواطؤ واما بالصمت. وأصبح من المؤكد ان قوات الاحتلال الاسرائيلي منعت كل وسائل الاعلام من الدخول لتغطية عدوانها حيث كانت عازمة على اطلاق العنان لتوحشها ولا تريد أي شاهد حتى لو كان صديقا ومنعت صحافتها من نشر أسماء كبار ضباط الحملة كى لا يتعرضوا للملاحقة لكنها مع كل ذلك لم تفلح في التغطية مؤكدة أن الجريمة كانت صارخة بهمجيتها واثارها تتحدث عن حالها كما أن الهيئات الدولية كانت لها بالمرصاد عازمة على محاسبتها.‏

أدلة دامغة‏

وأشارت الى أن (ريتشارد فولك) المقرر الدولي لحقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية رفع صوته مجددا مؤكدا أن الادلة حول انتهاك اسرائيل للقواعد الاساسية للقانون الدولي الانساني دامغة وتصلح كأساس لتحقيق دولي مستقل كما ان نائب رئيس وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) طالب أيضا بذلك وقبل أيام كان الامين العام للامم المتحدة قد دعا خلال زيارته الى غزة بالشيء نفسه فيما انضم الى القافلة (الكسندر دوغلاس) وزير الدولة البريطاني مطالبا بالتحقيق فيما اذا كانت اسرائيل قد استخدمت أسلحة ممنوعة وايضا الطلاب في أكثر من جامعة بريطانية توقفوا عن الدروس ووصفوا رئيس اسرائيل شيمون بيريز بأنه مجرم حرب.‏

وأكدت صحيفة البيان في ختام افتتاحيتها ضرورة فضح اسرائيل قضائيا لردعها عن تكرار جرائمها وزيادة عزلها.‏

صحف وأوساط بريطانية تنتقد‏

إلى ذلك وجهت انتقادات لاذعة لهيئة الاذاعة البريطانية ( بي بي سي) لانحيازها المطلق لاسرائيل في تغطية الحرب على غزة‏

فقد انتقدت أوساط سياسية وشعبية واعلامية بريطانية تمسك هيئة الاذاعة البريطانية بموقفها الرافض لبث نداء اغاثة لجمع التبرعات لضحايا العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة بذريعة حرصها على الحياد.‏

وادان الحزب الليبرالي الديمقراطي قرار (بي بي سي) ووصفه بالمخزي وطالب بالتراجع عنه. في حين أكد حزب المحافظين أنه يجب بث النداء وترك قرار تلبيته للجمهور.‏

وفي موقف لافت يلخص اتساع جبهة المعارضة لقرار الهيئة كرست معظم الصحف البريطانية امس افتتاحياتها لانتقاد هذا القرار وتفنيد اسبابه.‏

وقالت صحيفة (الاوبزرفر) ان الازمة الانسانية في غزة حقيقة واقعة وليست فرضية سياسية وموقف الهيئة يعني واحدا من أمرين وكل منهما يقوض سمعتها وهما أن الامتناع عن بث النداء تلميح الى أن جمع التبرعات للفلسطينيين هو استعداء لاسرائيل وأن العمليات العسكرية لا تخلف ضحايا او أن الهيئة لا تثق بحصافة مشاهديها.‏

من جهتها قالت صحيفة (الاندبندنت أون صنداي) بأنها وفي الوقت الذي تحترم فيه رغبة المدير العام لهيئة (بي بي سي) التزام الحياد الا أن تفسيره للحياد كان خاطئا موضحة أن اجماع (13) منظمة خيرية بريطانية على هذا النداء من بينها أوكسفام وأنقذوا الاطفال دليل على ان الامر يتجاوز أى اعتبارات سياسية.‏

وتتفق الصنداي تلغراف مع زميلاتها في هذا الموقف وترى أن الكثير من العوامل تدعم قرار بث النداء ومن بينها أن النداء ليس دعاية مؤيدة لحماس ومناهضة لاسرائيل معربة عن أملها في قيام الهيئة بمراجعة قرارها وبث النداء.‏

في حين اعلنت كل من القناة الرابعة ومحطة (اي تي في) والقناة الخامسة أنها ستبث النداء على شاشاتها وقال ناطق باسم القناة الرابعة ان القناة ستبث نداء الاغاثة من اجل مساعدة انسانية عاجلة ونحن نؤمن بأن هذه الحاجة لها الاولوية على اي اعتبارات اخرى مثل اسباب المعاناة التي أدت الى هذه الحاجة كما نعتقد أن تغطيتنا كانت نزيهة طوال فترة العدوان ولا نعتقد أن بث النداء سيعرض هذه النزاهة للشبهة في نظر مشاهدينا.‏

متظاهرون: حرروا فلسطين‏

هذا وقد تظاهر نحو 400 شخص السبت في لندن ضد هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) بعد تعرضها لانتقادات شديدة لرفضها بث نداء لجمع اموال من اجل مساعدة ضحايا العدوان في قطاع غزة.‏

وتجمع المتظاهرون امام احد مباني بي بي سي في ساحة بورتلاند بوسط لندن وهتفوا العار على بي بي سي وحرروا فلسطين.‏

وامتنعت بي بي سي عن بث نداء لجنة الطوارئ لمواجهة الكوارث التي تضم عددا من المنظمات غير الحكومية منها الصليب الاحمر البريطاني واوكسفام خشية ان يضر بصورتها المحايدة.‏

ووجه وزير التنمية الدولية دوغلاس الكسندر مساء الجمعة رسالة الى شبكات التلفزيون الرئيسية يطلب منها بث نداء المنظمات غير الحكومية التي تسعى لجمع اموال من اجل ارسال ادوية ومواد غذائية لسكان غزة.‏

واتخذ قرار عدم بث النداء الاسبوع الماضي بالتشاور مع عدد من الشبكات التلفزيونية الاخرى غير ان الشبكات الرئيسية المنافسة لبي بي سي مثل اي تي في وتشانل فور عادت عن قرارها.‏

وقال وزير التنيمة الدولية ان بي بي سي اتخذت القرار الخاطئ وطالبها بمراجعة قرارها ، وإداراك المعاناة الانسانية الهائلة لسكان القطاع، وإزالة مخاوف تفاقم هذه المعاناة إذا لم تؤخذ على محمل الجد مثل معاناة السكان في اماكن صراع اخرى.‏

في حين اعتبر وزير الصحة بن برادشو ان قرار هيئة الاذاعة غير قابل للتفسير، واتهمها بالخوف من الحكومة الاسرائيلية، وقال « أخشى ان على بي بي سي ان تواجه السلطات الاسرائيلية احياناً».‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية