تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مياه الشرب بدمشق أولوية

حديـــث الناس
الإثنين 26-1-2009م
فوزي المعلوف

ليس خافيا ان حوض بردى والاعوج اكثر الاحواض تعرضا للاستنزاف, وبدا واضحا تراجع منسوبه في السنوات الاخيرة, وان لم تصل الى الاوضاع الحرجة, الا انها لم تعد بعيدة.. ويعود الامر لاسباب عديدة.

اذ يؤمن الحوض المياه لمساحات زراعية واسعة, تمتد في ريف دمشق والغوطتين الشرقية والغربية, ويغذي النشاطات السياحية والصناعية ويوفر مياه الشرب لنحو خمسة ملايين نسمة.‏

بقي الحوض في حالة استقرار لسنوات غير بعيدة الى ان تدخلت عوامل ضاغطة, ابرزها الهجرة الداخلية باتجاه دمشق وريفها, وارتفاع معدلات النمو السكاني, وتتالي سنوات الجفاف, وبدأ الميزان المائي للحوض بالاختلال, بداية عندما انتقلت مؤسسة مياه الشرب بدمشق من الاعتماد على جريان مياه نهر بردى ونبع الفيجة لتغذية شبكة مياه الشرب بالمدينة الى الضخ لزيادة الكميات المستجرة.‏

واضطرت المؤسسة في مرحلة لاحقة وبفعل ارتفاع الحاجة لمياه الشرب والتي وصلت الى 7م3-ثا الى حفر الابار في مدينة دمشق كما توزعت ابارها في معظم المصادر المتاحة في ريف دمشق.‏

ومع استثمار المصادر المتاحة لمياه الشرب داخل الحوض, لم يعد بالامكان زيادة الوارد الا عبر الاستجرار من خارج الحوض, وهناك دراسات معدة ولكن التنفيذ... اضافة لكونه يحتاج اموالا طائلة فإنه يستلزم سنوات لترجمة الدراسات على ارض الواقع.‏

وامام واقع مياه الشرب شديد الحساسية, اقر مجلس الوزراء في جلسته النوعية الاخيرة بعد مناقشة واقع مياه الشرب بدمشق وريفها, ضرورة ايجاد جهة واحدة بدل مؤسستي مياه الشرب في دمشق وريفها, يعهد اليها ادارة الطلب على مياه الشرب واعتباره اولوية بين الانشطة المختلفة.‏

ان احداث ادارة موحدة لادارة الطلب على مياه الشرب بدمشق وريفها يستدعي عدم التريث من قبل وزارة الاسكان والتعمير وان يترافق الاحداث بوضع آلية تنسيق بين الوزارات المعنية كافة تجعل حماية مياه شرب دمشق اولوية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية