تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إظهار الضد

معاً على الطريق
الأثنين 26-1-2009م
مصطفى المقداد

لو تركت لنا الخيارات لتغيرت المواقف وتعددت الاحتمالات, لكن الأحداث تتزاحم وتتداخل, وغالبا ما تدفع نحو خيار واحد, لا بديل عنه أبدا.

فبينما تعلو أصوات التعمية ومحاولات التضليل, فإن ثمة حقيقة تفرض نفسها, ولا شيء قادر على حجب تلك الحقيقة عن الظهور إلى العلن مهما سعى المعادون إلى إخفائها أو قتلها نهائيا, فإنها تجد شقاً من بين الحجب لتصل إلى النور وإلى العلن..‏

والمضحك في هذه الحالة أن يقع المضللون في سوء أعمالهم فيعيدون إظهار الحقائق بأخطائهم أو بتفجير أحقادهم من دون أن يكونوا أصحاب فضل في ذلك..‏

الأمر بدا شديد الوضوح في كيان العدوان الصهيوني خلال حربه على قطاع غزة, فجنى بذلك عواقب وخيبات بائسة لم يكن ينتظر شيئا منها.‏

فعلى خلاف ما رمى إليه من عدوانه خرجت المقاومة أكثر قوة, وأشد تأثيرا وحضورا, فضلا عن التضامن الشعبي داخل فلسطين وفي المدن العربية جميعها, وصولا إلى عواصم العالم التي اندفعت للتضامن مع المقاومة بشكل خالف تماما مرامي إسرائيل وعدوانها, كما وجدت المنظمات الأهلية في الغرب نفسها مجبرة للوقوف إلى جانب الفلسطينيين وهم يتعرضون للقصف الوحشي في سجنهم الكبير الذي ضم 1.5 مليون مواطن, وتعالت المطالبات الحقوقية لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين, وتشبيههم بالنازيين.‏

وفي الجانب الداخلي ازدادت لحمة الترابط المجتمعي فخلافاً لتوقعات دولة العدوان الصهيوني التي كانت تهدف إلى إبعاد المواطنين عن حماس التي تسببت بدمار بيوتهم, وقتل أطفالهم, وقف الفلسطينيون ونساؤهم يعلنون أنهم فداء للدفاع عن عزة بلدهم وسيادته, ويبدون استعدادهم لتقديم المزيد من الشهداء.‏

وضربت النسوة أروع الأمثلة في تقديم فلذات أكبادهن قرابين طاهرة على مذبح التضحية والفداء, والنتيجة النهائية وآخر الكلام قول أبي تمام:‏

لولا اشتعال النار فيما جاورت...‏

ما كان يعرف طيب عرف العود..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية